«دودل» تستهدف جمع 40 مليون دولار تمويلات خلال عامين

«دودل» تستهدف جمع 40 مليون دولار تمويلات خلال عامين

تستهدف شركة «دودل» المتخصصة في تصميم بنية تحتية سحابية متطورة لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، جمع تمويلات بقيمة 40 مليون دولار خلال عامين، منها 10 ملايين العام الحالي و 30 مليون دولار 2026.

قال محمد رزق، الرئيس التنفيذي للشركة، إنها تستهدف من التمويلات، تعزيز توسعها في السوق المصري ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتأسست «دودل» قبل نحو ستة أشهر فقط، وبدأت نشاطها في الصين، قبل أن تتوسع وتتوجه إلى سنغافورة وأبوظبي، لتفتتح مؤخراً مكتب مبيعاتها في القاهرة منذ شهر واحد، في خطوة تؤكد توجهها القوي نحو التوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

افتتاح فرع القاهرة ضمن خطط التوسع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

اوضح رزق، أن مصر تمثل بوابة مهمة لشركة «دودل» في المنطقة، إذ تم افتتاح مكتب مبيعات حديثًا في القاهرة، كخطوة أساسية لتأسيس نشاط رسمي متكامل خلال العام الحالي.

وتعتمد الشركة على تقديم خدمات حوسبة سحابية متخصصة تهتم بالتركيز على الذكاء الاصطناعي، بعكس الخدمات التقليدية التي تقدمها مزودات الحوسبة السحابية العامة.

وتتمثل ميزة «دودل» في قدرتها على توفير بيئة تقنية متكاملة تتضمن حوسبة عالية الأداء، وأدوات متطورة لتدريب النماذج الذكية، وتخزين بيانات آمن وفعّال.

وتتيح هذه المنصة للشركات والمؤسسات الحكومية تطوير حلول ذكاء اصطناعي متقدمة تستجيب لاحتياجات السوق المتزايدة، سواء في مجالات التعليم، الصحة، الخدمات اللوجستية، أو القطاع المالي.

قال رزق ، إن دخول «دودل» يأتي في توقيت يتزامن مع توجهات الدولة المصرية الداعمة للتحول الرقمي، والتي باتت إحدى أولويات الحكومة لتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني.

واوضح أن الذكاء الاصطناعي يعد ركيزة أساسية ضمن هذه الاستراتيجية، خاصة مع إطلاق عدة مبادرات لتطوير البنية التحتية الرقمية وتحديث قطاع الاتصالات.

اقرأ أيضا: الشركات الناشئة المصرية تجذب 228 مليون دولار تمويلات بأول 5 أشهر من 2025

ويظهر السوق المصري مؤشرات واعدة من حيث حجم الكوادر البشرية المؤهلة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، إلى جانب رغبة متزايدة من مؤسسات القطاعين العام والخاص في تبني الحلول الذكية.

ورغم ذلك، فإن التبني الفعلي لتقنيات الذكاء الاصطناعي لا يزال في بداياته مقارنة بأسواق مثل الصين، التي تستحوذ على نحو نصف الأبحاث العالمية في هذا المجال.

قال رزق، إن «دودل» تسعى للاستفادة من هذا الفارق الزمني لتأسيس بنية تحتية قوية تدعم انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي محليًا. ويُعد نجاحها مرتبطًا مباشرة بتوسع أعداد الشركات التي تعتمد الذكاء الاصطناعي في أنشطتها، ما يرفع الطلب على خدمات البنية التحتية التي توفرها.

لكن التوسع في مصر لا يخلو من تحديات، على حد وصف رزق، أبرزها ما يتعلق بالرسوم الجمركية المفروضة على مكونات البنية التحتية التقنية التي تعتمد عليها «دودل» في تقديم خدماتها.

وتابع:” هذه الرسوم تمثل عبئًا إضافيًا على التكلفة النهائية، ما ينعكس بدوره على قدرة الشركة في المنافسة من حيث السعر”.

علاوة على ذلك، يعاني السوق من عدم استقرار في سياسات التسعير الجمركي، ما يصعب من عملية التخطيط المالي طويل الأمد التي تعد ضرورية للشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا والبنية التحتية.

أضاف أن هذا الواقع يُمثل عائقًا أمام جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وتعزيز البيئة المناسبة لتطوير قطاع الذكاء الاصطناعي.

خطط لبناء شراكات مع شركات ناشئة ومؤسسات حكومية ومراكز بحثية

وتابع: “تعمل الشركة على تعزيز وجودها في مصر، بجانب استراتيجيات توسع تشمل أسواقًا أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التركيز على بناء شراكات مع شركات ناشئة، مؤسسات حكومية، ومراكز بحثية”.

وهذا يؤكد أهمية السوق المصري كمنصة محورية تستفيد من الدعم الحكومي المتزايد في مجال التحول الرقمي.

قال رزق، إن البنية التحتية الذكية تعد حجر الزاوية في استدامة النمو التكنولوجي، إذ تمثل الأساس الذي تقوم عليه تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة. ويتطلب تطويرها استثمارات ضخمة، إلى جانب بنية قانونية وتنظيمية واضحة تضمن استقرار السوق وتشجع على الابتكار.

أضاف أنه يمكن اعتبار دخول شركات مثل «دودل» إلى السوق المصري مؤشرًا على مرحلة جديدة من النضج التقني، تعكس تحول الاقتصاد الرقمي من مجرد استهلاك للخدمات الذكية إلى بناء بيئة تشغيلية متكاملة تستوعب تطورات التكنولوجيا الحديثة.

يأتي هذا التوسع في وقت يتسارع فيه تبني الشركات والحكومات لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز فرص النمو ويشجع على المزيد من الاستثمار في البنية التحتية، وهو ما قد يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدولي وتوطين التكنولوجيا في مصر.