شراكة مميزة.. الإمارات تحتفل مع السعودية بيومها الوطني الـ95 وتؤكد مستقبلها المشترك
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب المملكة العربية السعودية، بيومها الوطني الخامس والتسعين في 23 سبتمبر، وسط احتفالات رسمية وشعبية تعكس عمق العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع القيادتين والشعبين في البلدين الشقيقين. تبرز هذه المناسبة الكلمة المفتاحية “العلاقات الثنائية بين الإمارات والسعودية” كأساس لفهم الروابط المتينة التي تعزز وحدة الخليج وتدعم الاستقرار والازدهار في المنطقة.
تطور العلاقات الثنائية بين الإمارات والسعودية وأثرها في وحدة الخليج
تعكس العلاقات الثنائية بين الإمارات والسعودية نموذجًا فريدًا من الأخوة والتعاون، يشكل دعامة أساسية لتعزيز العمل العربي المشترك وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط؛ ويعود الفضل في هذا الترابط العميق إلى الجهود التاريخية للمغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، الذين وضعا أسس الشراكة القائمة بين البلدين. ومن ثمّ، نمت هذه العلاقات وتطورت في ظل قيادتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حتى وصلت إلى أوجه التعاون الأوسع بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. تتشارك الإمارات والسعودية في رؤى موحدة تتناول الملفات العربية والإقليمية والدولية، مع الالتزام بالحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة، ما يجعل العلاقات الثنائية بين الإمارات والسعودية حجر الزاوية في استقرار الوطن العربي.
الإنجازات الاقتصادية والتنموية في السعودية وتعزيز التعاون مع الإمارات
انعكست العلاقات الثنائية بين الإمارات والسعودية على مسارات التنمية الاقتصادية، حيث بلغت التجارة غير النفطية بين البلدين في النصف الأول من عام 2024 حوالي 91 مليار درهم (ما يعادل 25 مليار دولار)، فيما وصلت قيمتها الإجمالية خلال عام 2024 إلى أكثر من 151.5 مليار درهم (41.2 مليار دولار). تواصل السعودية تحقيق إنجازات استراتيجية ضمن “رؤية السعودية 2030″، مع ارتقاء الاقتصاد الوطني بمعدلات نمو عالية، حيث توقع صندوق النقد الدولي نمو بنسبة 3.6% لعام 2025، مع ارتفاع ملحوظ في القطاعات غير النفطية. كما تراجع معدل البطالة السعوديين إلى 6.3%، وارتفعت التدفقات الاستثمارية الأجنبية إلى 22.2 مليار ريال، ما يعكس قوة الاقتصاد وجاذبيته.
فيما يلي أبرز مؤشرات النمو الاقتصادي السعودي لعام 2025:
المؤشر | القيمة |
---|---|
نمو الاقتصاد الكلي | 3.6% |
نمو القطاعات غير النفطية | أكثر من 3.4% |
معدل البطالة بين السعوديين | 6.3% |
صافي الاستثمار الأجنبي المباشر | 22.2 مليار ريال |
إجمالي التدفقات الاستثمارية | 24 مليار ريال |
شهدت المملكة السعودية خطوات كبيرة نحو الطاقة المتجددة، إذ تم الإعلان عن مشاريع جديدة بقدرة 5.3 جيجاواط في مجالي الطاقة الشمسية والرياح، لترتفع الطاقة المتجددة المتصلة بالشبكة المحلية إلى 12.7 جيجاواط بنهاية العام نفسه. كما تجاوز حجم الاستثمار في الطاقات النظيفة 8 مليارات دولار، مستهدفة قدرة 15 جيجاواط، فيما بلغ مشروع الهيدروجين الأخضر في “نيوم” نسبة إنجاز 80%، ما يؤكد ريادة السعودية في التحول إلى مصادر طاقة منخفضة الكربون.
التطورات الاجتماعية والتعليمية والصحية في السعودية ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية بين الإمارات والسعودية
أحرزت السعودية تقدمًا ملحوظًا في تعزيز دور المرأة في سوق العمل، بنسبة وصلت إلى 36.3% خلال الربع الأول من عام 2025، كما استقطبت استثمارات ضخمة في الاقتصاد الرقمي من خلال إطلاق خدمة “Google Pay” وربطها بشبكة “مدى”، مما يسهل المدفوعات الإلكترونية ويزيد من أمانها. وتم تأسيس شركة “HUMAIN” المتخصصة بالذكاء الاصطناعي، بهدف تطوير نماذج ذكية باللغات العربية، بما يعزز البنية الرقمية في المملكة.
بالإضافة إلى ذلك، شهد عام 1446هـ ارتفاع عدد الحجاج إلى أكثر من 1.67 مليون، غالبيتهم من خارج السعودية، وسط منظومة متطورة لخدمة الحجيج بكفاءة عالية. كما سجل قطاع السياحة تزايدًا في الوافدين خلال الربع الأول من 2025، مدعومًا بفعاليات ثقافية ورياضية كبيرة مثل استضافة كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي سجلت جوائز تجاوزت 70 مليون دولار.
عززت السعودية مكانتها العالمية عبر استقطاب 660 مقرًا إقليميًا لشركات عالمية، محققة تفوقًا على أهداف “رؤية 2030″، بينما حقق القطاع الصحي قفزات واسعة، مع وصول نسبة تغطية الرعاية الصحية إلى 100% للمواطنين و95.9% للسكان كافة. ويعد “مستشفى الصحة الافتراضي” الأكبر عالميًا، إذ يقدم أكثر من 34 خدمة تخصصية ويرتبط بـ130 مستشفى، بينما بلغ عدد الكوادر الوطنية في القطاع الصحي 100 ألف.
على الصعيد التعليمي، تحتوي المملكة على 42 جامعة وعدد كبير من الكليات الحكومية والأهلية، حيث تصنف 28 جامعة ضمن قائمة QS العالمية، منها 20 في أفضل التصنيفات لعام 2025، فيما تم ابتعاث أكثر من 23.4 ألف طالب للدراسة في الجامعات العالمية خلال 2024، مع وجود أكثر من 40 ألف مدرسة تغطي التعليم الحكومي والخاص والعالمي.
تتجسد العلاقات الثنائية بين الإمارات والسعودية في هذا الحراك التنموي والاجتماعي، حيث تمثل نقاط تلاقي بين رؤية البلدان وأهدافهما المستقبلية؛ مؤكدين مدى أهمية هذه الروابط في تحقيق تطلعات شعوبهما واستقرار المنطقة بأسرها.