اكتشاف مثير .. شبيه قمر جديد يدور حول الأرض يكشف أسرارًا كونية مثيرة
لا يزال اكتشاف شبيه جديد للقمر يرافق الأرض منذ 60 عاماً يثير اهتمام علماء الفلك، حيث أُطلق عليه اسم “بي إن سيفن 2025” (2025 PN7)، وهو جرم فضائي صغير يضيف فصلاً جديداً لقصة الأجرام التي تدور بجانب كوكبنا ضمن النظام الشمسي.
مواصفات فريدة لشبيه القمر الجديد “بي إن سيفن 2025”
منذ عام 1991، أُكتشفت عدة أجسام تُعرف بأشباه القمر، وهي كويكبات تبدو من منظور الأرض كأنها تدور حول كوكبنا، لكنها في واقع الأمر تتبع مدار الشمس مؤقتاً وبمحاذاة الأرض، ولم يكن العدد قبل الاكتشاف الجديد سوى ستة أجسام فقط. أول شبيه قمر تم التعرف عليه كان “1991 في جي”، الذي أثار في البداية تكهنات بكونه مسباراً فضائياً، لكن الدراسات أكدت طبيعته الطبيعية. ضمن هذه المجموعة، يأتي “كامو أوليوا” (Kamoʻoalewa) كواحد من أكثرها ثباتاً، حيث يرافق الأرض في مدارها لما يصل إلى 381 عاماً. أما “بي إن سيفن 2025” فهو أصغر وأقل استقراراً، بعرض لا يتجاوز 19 متراً فقط، أي أصغر قليلاً من النيزك الذي انفجر فوق تشيليابنسك عام 2013. يتميز هذا الشبيه بدرجة سطوع ضعيفة جداً (قدر ظاهري 26)، مما يجعله غير مرئي إلا من خلال تلسكوبات متخصصة وعالية الجودة. أشار الباحث كارلوس دي لا فوينتي ماركوس من جامعة كومبلوتنسي في مدريد إلى أن هذا الكويكب قد يرافق الأرض لمدة تقارب 60 عاماً أخرى قبل أن يغادر في رحلته الفضائية.
رحلة رصد وتوثيق شبيه القمر الجديد “بي إن سيفن 2025”
تم تسجيل أول رصد للكويكب “بي إن سيفن 2025” في 30 يوليو/تموز 2025 بواسطة مرصد “بان-ستارز1” في هاواي، حيث لوحظ لمعانه الخافت الذي لا يسمح برصده إلا بالتلسكوبات الكبيرة. عقب الرصد، أرسل العلماء بياناتهم إلى الاتحاد الفلكي الدولي، الذي أصدر تعميمًا رسميًا في 29 أغسطس/آب 2025 يؤكد المسار الابتدائي للجسم الفضائي. وأجرى عالم الفلك الهاوي والصحفي العلمي الفرنسي، أدريان كوفينيه، حسابات على مدار الكويكب؛ حيث أظهرت النتائج أنه ليس كويكباً عادياً بل شبه قمر للأرض. تبع ذلك دراسة أعمق لفريق بحثي من جامعة كومبلوتنسي بمدريد، الذي أكد أن الجسم الفضائي يتحرك في مدار متزامن مع الأرض منذ حوالي 60 عاماً، وسوف يستمر على هذا المنوال لفترة مماثلة.
أهمية دراسة أشباه القمر لفهم النظام الشمسي وأمن الأرض
تشير الجمعية الكوكبية الأمريكية إلى أن أشباه الأقمار والأقمار الصغيرة المؤقتة هي مرور طبيعي لأجزاء من الفضاء القريب لكوكبنا، تحمل كثيراً من الأسرار حول أصولها؛ فقد تكون بقايا من حزام الكويكبات أو شظايا اصطدامات سابقة بالقمر أو الأرض. دراسة هذه الأجسام تلقي الضوء على طبيعة الكويكبات بشكل عام، وتساعد في تقييم مدى التهديدات المحتملة التي قد تشكلها على الحياة على كوكبنا. كما أنها تساهم في تطوير فهمنا لكيفية تحرك الأجرام ضمن نظامنا الشمسي، مما يدعم برامج الرصد الفلكي المستمر والوقاية من المخاطر الفضائية.
اسم الجسم | مدة المرافقة للأرض | عرض الجسم | درجة السطوع (قدر ظاهري) |
---|---|---|---|
1991 في جي | غير محدودة (تم اكتشافه عام 1991) | ليس محددًا بدقة | غير متوفر |
كامو أوليوا (Kamoʻoalewa) | حتى 381 سنة | غير محدد بدقة لكن أكبر من بي إن سيفن 2025 | معتدل |
بي إن سيفن 2025 (2025 PN7) | حوالي 60 سنة | 19 مترًا | 26 (ضعيف جدًا) |