إنجاز عالمي.. مشروع إنقاذ صحراوي لطلبة أميركية الشارقة يحقق اعترافاً رفيع المستوى
عندما يضطر شخص إلى البقاء في الصحراء لفترة طويلة، تصبح القدرة على تحديد موقعه في الوقت الفعلي أمرًا حيويًا لإنقاذ حياته، ومن هنا جاء تطوير مشروع التخرج “شاهين” في الجامعة الأميركية في الشارقة؛ وهو نظام متقدم يزوّد الطائرات المسيّرة بتقنية تحديد مواقع المفقودين بدقة عالية وتنبيه فرق الإنقاذ بسرعة فائقة. هذا الابتكار لاقى إشادة واسعة بحصوله على المركز الثاني في مسابقة “تخيل المستقبل” 2024–2025 التي نظمتها شركة ديل تكنولوجيز، وزادت التحديات حيث تنافس 259 مشروعاً من 14 دولة مختلفة.
كيفية عمل مشروع شاهين لتحديد مواقع المفقودين عبر الطائرات المسيّرة
استُلهم اسم “شاهين” من الصقر الذي يشتهر في دولة الإمارات بقدرته على الرصد الدقيق والسرعة العالية، بنحو يعكس جوهر التكنولوجيا المستخدمة في المشروع حيث يمكن للطائرات المسيّرة المزودة بالجهاز مسح مناطق صحراوية شاسعة بدقة ومرونة عاليين لفحص أماكن البحث والإنقاذ، ما يساهم في تقليل الوقت المستغرق للوصول إلى المفقودين، وهو أمر حاسم عندما تكون الأرواح على المحك. يعمل “شاهين” على تحليل صور ومعلومات مدخلة بدقة باستخدام قاعدة بيانات ضخمة تم إنشاؤها خصيصًا لتدريب النظام وتمكينه من التعرف على الأفراد في أوضاع مختلفة وفي بيئة صحراوية معقدة.
التحديات التي واجهها فريق الجامعة الأميركية في الشارقة في تطوير نظام تحديد مواقع المفقودين
واجه فريق العمل بقيادة طلبة هندسة الحاسوب تحديات متعددة، أبرزها غياب قاعدة بيانات متاحة لصور الصحراء الخاصة بالبحث والإنقاذ، وهو ما دفعهم إلى بناء واحدة من أكبر قواعد البيانات في المنطقة تتضمن أكثر من 7,500 صورة ملتقطة فعليًا من صحارى الإمارات بمساعدة طيار طائرات مسيّرة، وأضيف إليها أكثر من 90 ألف صورة إضافية عبر تقنيات المحاكاة الحاسوبية لتعزيز دقة النظام، حيث كان التحدي الأساسي يتمثل في تحسين قدرة الرصد ودقة الكشف رغم الظروف الصحراوية القاسية. بعد تجارب عدة، تمكن النظام من الوصول إلى نسبة دقة بلغت 98% في تحديد مواقع الأفراد، ما شكل تحولًا نوعيًا في كفاءة المشروع.
الميزات التقنية لنظام تحديد مواقع المفقودين “شاهين” وإمكانياته المستقبلية
تم تصميم جهاز “شاهين” بحجم صغير ووزن خفيف مع توفير استهلاك الطاقة، حيث وُضع داخل هيكل مدمج بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد يمكن تركيبه بسهولة على الطائرات المسيّرة دون التأثير على أدائها، ويستهلك الجهاز طاقة تقل عن واط واحد، إضافة إلى تطوير وسيلة اتصال متقدمة تضمن نقل الصور والإحداثيات بسرعة وسلاسة حتى في أصعب الظروف الصحراوية. خضع الجهاز لسلسلة اختبارات ميدانية في الصحراء واجه خلالها حرارة مرتفعة وتضاريس وعرة، ما دفع الفريق إلى الابتكار والتكيف، ويعمل الفريق حاليًا على تحسين متانة الجهاز وتحضير اختبارات طيران متكاملة كما يخطط لمشاركة قاعدة البيانات والمنهجية مع جهات أخرى لتوسيع استخدام التكنولوجيا.
- إنشاء قاعدة بيانات ضخمة من صور الصحراء لتدريب النظام
- تصميم الجهاز بشكل مدمج وموفر للطاقة لاستعماله على الطائرات المسيّرة
- تطوير تقنيات نقل بيانات موثوقة في بيئات صحراوية قاسية
- إجراء اختبارات ميدانية لضمان الأداء تحت ظروف حقيقية متقلبة
- التخطيط لتوسيع نطاق الاستخدام عبر مشاركة البيانات والتجارب المستقبلية
يجمع مشروع “شاهين” بين الابتكار والدقة ليشكل خطوة متقدمة في مجال البحث والإنقاذ الصحراوي باستخدام الطائرات المسيّرة، ويعكس هذا الإنجاز روح التعاون والبحث العلمي المتميزة في الجامعة الأميركية في الشارقة التي تركز على تعليم الطلاب بالخبرات العملية وتحفيزهم على تقديم حلول تكنولوجية حقيقية تعين على تحسين حياة المجتمع ومواجهة التحديات البيئية المختلفة.