أسواق المال تتهاوى تحت نيران التصعيد.. وEGX30 يخسر 4.6% 

أسواق المال تتهاوى تحت نيران التصعيد.. وEGX30 يخسر 4.6% 

تراجعت مؤشرات البورصة المصرية بشكل حاد في جلسة الأحد، بضغوط من تصاعد التوترات العسكرية بين إيران وإسرائيل.

وجاءت الخسائر في سياق حالة من القلق سادت أوساط المستثمرين، ما أدى إلى تراجع جماعي للمؤشرات بسبب الأوضاع الجيوسياسية وسط ترقب لأية متغيرات قد تسهم في كبح موجة الهبوط وإعادة التوازن إلى السوق.

وهبط المؤشر الرئيسي “EGX30” بنسبة 4.6%، مغلقًا عند مستوى 31016 نقطة، بعد أن فقد أكثر من 7% بداية الجلسة.

وتكبد مؤشرا “EGX70 EWI” و”EGX100″ خسائر بلغت 5.19% و5.1% على التوالي، وسط ضغوط بيعية ناتجة عن التداول بالهامش وتوجه المستثمرين الأجانب نحو البيع.

كما شملت التراجعات أسواق المنطقة، إذ هبط مؤشر السوق السعودي بنسبة 1.01%، وسجل سوق دبي تراجعًا بـ1.87%، بينما انخفض مؤشر بورصة عمان 1.53%، وقاد مؤشر قطر الخسائر بتراجع بلغ 3.2%.

وفي الأسواق العالمية، تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية متأثرة بالمخاوف الجيوسياسية، إذ انخفض مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 1.14%، وهبط “ناسداك” بنسبة 1.30%، في حين خسر “داو جونز” حوالي 1.79%، في ظل قلق المستثمرين من اتساع رقعة النزاع وتحوله إلى صراع إقليمي شامل قد يهدد استقرار إمدادات الطاقة العالمية.

وفسر محللون خلال حديثهم لـ”البورصة” المتغيرات الحالية أن سوق المال المصري كان في مسار طبيعي لجني الأرباح بعد بلوغ المؤشر مستويات مرتفعة، لكن التصعيد السياسي المفاجئ ساهم في تسريع وتيرة التراجع، فيما لا تزال الأنظار معلقة بتطورات الأوضاع الإقليمية ومدى قدرة الأسواق على امتصاص الصدمة والعودة إلى مسار التعافي.

مسعود: البيع بالهامش فاقم الخسائر.. والسيولة المنتظرة قد تعيد التوازن

وقال محمد فاروق مسعود، العضو المنتدب لشركة «جلوبال إنفست»، إن السوق خلال جلسة اليوم شهد رد فعل مبالغ فيه، إذ تراجع المؤشر بنحو 7% في بداية الجلسة، ثم قلّص خسائره إلى أقل من 5%، بينما لم تتجاوز خسائر البورصات العربية الأقرب جغرافيًّا للتوترات نسبة 2%.

وعزا مسعود السبب الرئيسي للتراجع الحاد إلى ضغوط البيع الإجباري الناتجة عن التداول بالهامش، والتي زادت من وتيرة الهبوط بصورة غير مبررة خلال النصف الأول من الجلسة، في حين ظهرت محاولات لاقتناص الفرص في بعض الأسهم القيادية مع اقتراب السوق من مستويات دعم مهمة.

وتوقع مسعود أن يشهد السوق حالة من الهدوء النسبي خلال الجلسات المقبلة، لا سيما مع ظهور أنباء عن تهدئة التوترات واحتمال عقد جلسة حوارية بين الولايات المتحدة من جهة، وإسرائيل وإيران من جهة أخرى.

وأضاف أن السيولة المنتظرة من صناديق المعاشات الخاصة والتي تقدر بنحو 7 مليارات جنيه لم تدخل السوق بعد، مؤكدًا أن دخولها سيساهم في استعادة التوازن بالسوق.

ونصح مسعود المستثمرين بالاحتفاظ بالأسهم واستغلال الأسعار الحالية لتكوين مراكز شرائية جديدة، خاصة أن كثيرًا من الأسهم أصبحت عند مستويات جاذبة.

عمار: السوق كان مهيأً لجني أرباح.. والتصعيد زاد حدة الضغوط البيعية

من جانبه قال وائل عمار، مدير الاستثمار بشركة “زالدي” للاستثمارات المالية، إن الهبوط الحاد في البورصة جاء نتيجة تلاقي عاملين: أولهما وصول المؤشر الرئيسي لمستويات مرتفعة نسبيًا عند 33 ألف نقطة، وهي مستويات كانت مرشحة بالفعل لجني أرباح حتى في الظروف الطبيعية، وثانيهما التصعيد السياسي بين إيران وإسرائيل، والذي زاد من حدة الضغوط البيعية بالسوق.

وأشار عمار إلى أن هناك محاولات انتعاش في بعض الأسهم القيادية، لكن السوق لا يزال في منطقة حرجة، لافتًا إلى أن الإيجابي حتى الآن هو أن المؤشر لم يكسر مستوى 30 ألف نقطة.

وأضاف أنه يوجد حالة ترقب لما ستسفر عنه الجلسات المقبلة، ومدى قدرة المؤشر من الاستمرار في الارتداد وتجاوز مستوى 31 ألف نقطة، ما يعكس عودة المشترين للسوق، أم أن التوترات ستتواصل وتضغط على الأداء مجددًا.

وشهد السوق قيم تداولات بنحو 4.083 مليار جنيه، من خلال تداول 1.067 مليار سهم، بتنفيذ 120.3 ألف عملية بيع وشراء، بعد أن تم التداول على أسهم 213 شركات مقيدة، ارتفع منها 6 أسهم، وتراجعت أسعار 184 سهمًا، فيما لم تتغير أسعار 23 سهماً، وسجل رأس المال السوقى مستوى 2.202 تريليون جنيه.

واتجهت تعاملات المستثمرين المحليين والعرب نحو الشراء بصافى تعاملات 55.6 مليون جنيه و 84.7 مليون جنيه، مستحوذين على نسبة 92.25% و 4.7%، فيما توجه الأجانب نحو البيع بصافى تعاملات نحو 140.35 مليون جنيه، مستحوذين على نسبة 3.05%.

واستحوذ الأفراد على 73.47% من التعاملات، واتجه المصريون والعرب والأجانب نحو الشراء بصافى قيمة 169.8 مليون جنيه و 84.7 مليون جنيه و1.9 مليون جنيه.

وسجلت المؤسسات 26.52% من التعاملات، إذ سجلت المؤسسات المصرية والعربية والأجنبية صافى شراء بقيمة 114.16 مليون جنيه و 77.3 ألف جنيه و 142.3 مليون جنيه.