سعر الذهب يستقر قرب ذروته القياسية .. الفيدرالي يصرّف أنظاره على إشارات جديدة تؤثر في السوق

حافظ سعر الذهب على مكاسبه للأسبوع الخامس على التوالي، مستفيدًا من قرار الفيدرالي الأميركي بخفض سعر الفائدة للمرة الأولى خلال هذا العام، وسط انتظار المستثمرين لبيانات تضخم هامة ستصدر يوم الجمعة لتحديد توجهات السياسة النقدية القادمة. تداول الذهب اقترب من أعلى مستوى قياسي سجله الأسبوع الماضي بفارق 20 دولارًا فقط، بعد أن تخفّض البنك المركزي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، ما عزز من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل الأجواء الاقتصادية المتقلبة.

ماذا يعني خفض الفيدرالي الأميركي لسعر الفائدة على سعر الذهب؟

خفض الفيدرالي الأميركي سعر الفائدة دفع الأسعار إلى قرب القمة التاريخية، ولكنه لم يمنع تراجعًا طفيفًا بعد تصريحات رئيس البنك المركزي جيروم باول التي أوضحت أن قرارات الفائدة المقبلة ستُتخذ “اجتماعًا باجتماع”، مما قلل من تكهنات خفض الفائدة بشكل سريع ومتكرر. هذا السياق زاد من حذر المتعاملين، لكنه لم يثنِ عن استمرار ارتفاع سعر الذهب، خاصة مع توجه السوق لتوقع خفضين إضافيين خلال العام الحالي. الذهب، بتأثره المباشر بأسعار الفائدة الحقيقية، يتلقى دعماً مستمرًا من هذه السياسة المرنة، التي تجعل الاقتراض أسهل وتزيد من جاذبية المعدن كأصل تحوط ضد التضخم والتقلبات المالية.

تأثير البيانات الاقتصادية وتقارير التضخم على حركة سعر الذهب

يركز المستثمرون حاليًا على بيانات النشاط الاقتصادي في أوروبا، وكذلك مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة المقرر صدوره يوم الجمعة، إذ يعد هذا المؤشر المفضل للفيدرالي لمراقبة التضخم. تشير التوقعات إلى تباطؤ نمو هذا المؤشر خلال الشهر الماضي، ما قد يفتح الباب لمزيد من تخفيضات الفائدة في الاجتماعات القادمة، وبذلك يستمر دعم سعر الذهب الذي يقيسه السوق بحذر واهتمام بالغين. إضافةً إلى ذلك، يتطلع المتداولون إلى خطاب جيروم باول المرتقب يوم الثلاثاء، الذي سيوضح رؤية البنك المركزي الأميركية بشأن التوقعات الاقتصادية والسياسات المالية المستقبلية.

العوامل الجيوسياسية ودورها في تعزيز سعر الذهب خلال العام الحالي

إلى جانب السياسة النقدية للولايات المتحدة، ساهمت النزاعات الجيوسياسية المتصاعدة والآثار الاقتصادية لرسوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن. كما شهدت الأسواق زيادة في مشتريات البنوك المركزية وحيازات الصناديق المتداولة، ما أسهم في انتعاش الأسعار التي ارتفعت بنسبة 40% منذ بداية العام. في الساعة 7:36 صباحًا بتوقيت سنغافورة، سجل الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 3,688.40 دولارًا للأونصة، فيما استقر سعر الفضة والبلاتين، وحقق البلاديوم مكاسب طفيفة وسط تحركات مؤشر الدولار التي شهدت ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1%.

غالبية المتعاملين ما زالوا في موقع الحذر، لكن استمرار خفض الفائدة يبقى الدافع الأبرز لصعود سعر الذهب، الذي يستفيد كذلك من تدفقات الملاذات الآمنة وسط التقلبات الجيوسياسية المستمرة، مما يدعم توقعات السوق بارتفاع مستدام يفوق توقعات الفترات السابقة.