ارتفاع أسعار الذهب لا يستدعي القلق .. الفيحاني يوضح الأسباب والتوقعات المستقبلية

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسابيع الماضية، لتتواصل هذه الزيادة للأسبوع الرابع على التوالي في ظل تقلبات سياسية واقتصادية عالمية غير مسبوقة؛ حيث أدى هذا الارتفاع إلى لامس المعدن النفيس أعلى مستوياته التاريخية. يعزى هذا التغير في أسعار الذهب إلى التحولات في سلوك الأسواق المالية، التي تتوجه بشكل متزايد نحو الأصول الآمنة في ظل تصاعد حالة عدم الاستقرار والغموض حول السياسات النقدية وقرارات أسعار الفائدة في الاقتصادات الكبرى.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب العالمية في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة

يشكل الذهب دائمًا ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الأزمات، وهو ما يفسر الارتفاع الأخير في أسعاره العالمية؛ إذ أدت التوترات الجيوسياسية في مناطق عدة، إلى جانب القرارات الاقتصادية غير المستقرة مثل فرض التعريفات الجمركية وتباطؤ مؤشر التجارة الدولية، إلى زيادة الطلب على المعدن النفيس كخيار تحوطي حمايةً للقيمة. ويحذر المحللون من أن هذه الزيادات لا تعكس فقط ضعفًا في أدوات مالية معينة، بل تعبر عن رغبة الأسواق في تفادي المخاطر المحتملة وسط الحديث المتزايد عن تباطؤ الاقتصاد العالمي.

دور الذهب كأصل آمن لتحوط المستثمرين في الأزمات الاقتصادية والسياسية

توضح الخبيرة الاقتصادية نورا الفيحاني أن الذهب يحتفظ بمكانته التاريخية كأداة فريدة لحفظ القيمة والتحوط من التضخم وتقلبات العملات؛ لذلك تلجأ إليه الحكومات والمستثمرون على حد سواء خلال فترات عدم اليقين. وتضيف الفيحاني: “ارتفاع أسعار الذهب يعكس طبيعة المعدن كملاذ آمن، لا سيما مع التصاعد المستمر في النزاعات السياسية وتقلص النشاط التجاري”. ويشير هذا الواقع إلى أن المستثمرين يفضلون الذهب ليس لأنه ينتج عائدًا دوريًا بل لأنه يحافظ على الثروة في أوقات الشك وعدم الاستقرار.

تأثير استمرار ارتفاع أسعار الذهب على ثقة الأسواق وتوقعات السياسات النقدية المستقبلية

ترى الخبيرة أن موجة الارتفاع المستمرة لأسعار الذهب تحمل إشارات ذات دلالات مهمة بشأن توجهات الأسواق، حيث تدل على زيادة المخاطر وعدم وضوح الرؤية حيال السياسات النقدية القادمة وحركة الأسواق المالية. ومتابعة تحركات الذهب تتيح فهماً أعمق لسلوك المستثمرين، كما تشكل مؤشرًا استباقيًا لمدى قدرة النظام المالي العالمي على مواجهة الضغوطات المستقبلية، ومدى ثقة المستثمرين في الاقتصاد الكلي. لذا، يبقى الذهب مرآة تعكس حالة القلق التي تعيشها الاقتصاديات الكبرى، ويؤكد دوره كأداة لا غنى عنها في استراتيجية التحوط المالي.