أزمة حقيقية.. أهالي مركز الرهوة يروون معاناة العزلة الرقمية وتأثيرها على تعليم أبنائهم
يعاني سكان مركز الرهوة بمحافظة الليث من ضعف واضح في خدمات الإنترنت والاتصال الرقمي، إذ يعتمد معظم الأهالي على برج اتصال وحيد لا يغطّي كامل نطاق المركز، ولا يستوعب حجم الاستخدام المتزايد مع توسع الخدمات الإلكترونية التي باتت جزءًا أساسياً من الحياة اليومية.
تأثير ضعف الإنترنت على التعليم والخدمات الإلكترونية في مركز الرهوة
يواجه الطلاب والطالبات في مركز الرهوة تحديات كبيرة بسبب ضعف الإنترنت، حيث أصبحت متابعة الدروس عبر المنصات الرقمية أمراً صعباً بسبب جودة الشبكة الضعيفة، ما يؤثر سلباً على تحصيلهم العلمي مقارنة مع المناطق التي تتمتع باتصال جيد؛ إذ يعاني أولياء الأمور من صعوبة حصول أبنائهم على الدعم الكامل لاستكمال واجباتهم وحضور الفصول الافتراضية بفعالية. وتمتد تأثيرات ضعف الشبكة لتشمل الخدمات الحكومية والصحية التي تعتمد بشكل رئيسي على الاتصال الرقمي، مما يعوق إنجاز المعاملات ويؤخر الخدمات الضرورية، وبالتالي يحد من جودة الحياة في المركز.
الحاجة الملحة لتطوير البنية التحتية الرقمية في الرهوة
يشدد سكان المركز على أن ضعف الإنترنت لا يقتصر على الجوانب التعليمية والخدمية فقط، بل يؤثر أيضاً على الجوانب الأمنية التي تتطلب تواصلًا سريعًا وفعالًا أثناء الحالات الطارئة؛ فغالبًا ما يعاني السكان من بطء الاتصال أو انقطاعه، ما يخلق حالة من العزلة الرقمية رغم جهود المملكة في تطوير البنية التحتية الرقمية ضمن رؤية 2030. ويشير الأهالي إلى النمو السكاني المتزايد في الرهوة والذي يستدعي مضاعفة الاستثمارات في أبراج اتصال إضافية تغطي كامل النطاق، مما يسمح بجودة اتصال تواكب التوسع السكاني وتلبي حاجات المستخدمين اليومية.
دور تحسين جودة الإنترنت في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمركز
يرى السكان أن تحسين جودة الإنترنت في مركز الرهوة يمثل خطوة أساسية لتمكين الشباب من الاستفادة من منصات التعليم والتدريب والعمل عن بُعد، وهو ما يساعدهم في مواكبة المتطلبات الحديثة لسوق العمل. كما أن وجود خدمة إنترنت موثوقة وسريعة يسهم في جذب الاستثمارات وتطوير المشاريع السياحية والخدمية، إذ لا يمكن لأي مشروع أن ينجح دون بنية تحتية رقمية قوية تدعم الاتصال المستمر. وقد رفع السكان شكاوى عدة للجهات المختصة، لكنهم لم يروا تحسنًا ملموسًا حتى الآن، ويأملون بأن تكون الحلول القادمة مستدامة لضمان عدم تكرار المشكلة مع زيادة أعداد المستخدمين مستقبلاً.
المجال | التأثير المباشر لضعف الإنترنت |
---|---|
التعليم | صعوبة متابعة الدروس الافتراضية وإكمال الواجبات |
الخدمات الحكومية | تعطيل إنجاز المعاملات الإلكترونية وتأخير الإجراءات |
الخدمات الصحية | تأخير تلقي الاستشارات الطبية الإلكترونية والتعامل مع الحالات الطارئة |
الأمن | بطء التواصل أثناء الطوارئ وانقطاع الشبكة |
الاقتصاد المحلي | عرقلة فرص الاستثمار وتطوير المشاريع الصغيرة |
تشير آراء الخبراء إلى أن دعم البنية التحتية للاتصالات في المناطق الريفية مثل مركز الرهوة يزيد من جودة الحياة ويعزز العدالة التنموية بين مناطق المملكة، كما يجعل الأجيال الشابة شركاء فاعلين في مسيرة التحول الرقمي، من خلال توفير اتصال إنترنت مستقر يسهّل إنجاز المعاملات الرسمية، ويعزز فرص التعلم والعمل، ويحفّز الابتكار. ويبقى السكان في انتظار اتخاذ إجراءات فعالة تعيد لمركز الرهوة حقه في الحراك الرقمي الشامل الذي تصبو إليه المملكة، مع التأكيد على ضرورة حلول طويلة الأمد تكفل جودة خدمة مستمرة رغم تزايد أعداد المستخدمين.