
يؤمن الوداد البيضاوي المغربي بحظوظه بمونديال الأندية لكرة القدم بالولايات المتحدة، رغم صعوبة مهمته في مواجهة مانشستر سيتي الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي والعين الإماراتي.
شتان بين نسخة فريق الوداد البيضاوي في الأعوام الأخيرة حين كان يهابه الجميع محلياً وقارياً، وبين نسخته في الموسم المنتهي عندما غيَّر جلده بشكل شبه كامل، وانتزع المركز الثالث بصعوبة بالغة في الدوري المحلي بفارق شاسع عن البطل الصاعد بقوة نهضة بركان (16 نقطة).
توج «وداد الأمة» بلقبين من ألقابه الثلاثة في دوري أبطال أفريقيا في الأعوام الثماني الأخيرة (2017 و2022) وخاض خلالها أربع مباريات نهائية (خسر 2019 و2023)، والتتويج الأخير هو الذي خوله المشاركة في المونديال الأميركي.
لماذا لا نحلم؟
لكن الفريق الأكثر تتويجاً بالدوري في المغرب (22 لقباً) أجرى تغييراً شبه كامل على تشكيلته التي كانت تعج بالنجوم الدوليين، في مقدمتهم قائده يحيى جبران وأيوب العملود ويحيى عطية الله، وأبقى فقط على حارس المرمى يوسف المطيع، والقائد المدافع الدولي جمال حركاس، والجناح سيف الدين بوهرة، والموريتاني عمار سيدي بونا.
وأخفقت سياسة رئيسه الجديد هشام أيت منا، خليفة رئيسه القوي السابق سعيد الناصيري المعتقل على خلفية شبكة تهريب دولية تعرف باسم «إسكوبار الصحراء»، في التعاقد مع مدرب صنداونز الجنوب أفريقي رولاني موكوينا من أجل إعادة النادي إلى سكة الألقاب، فاضطر إلى الانفصال عنه بالتراضي، وتعيين المحلي محمد أمين بنهاشم خلفاً له في أبريل (نيسان) الماضي، فقاده الأخير إلى العلامة الكاملة في مبارياته الثلاث الأخيرة من الدوري، وبالتالي احتلال المركز الثالث.
«تشريف كرة القدم الوطنية أولاً، والدفاع عن تاريخ النادي في المحافل القارية والدولية» هذا ما قاله بنهاشم بخصوص الهدف من المشاركة في العرس العالمي بحلته الجديدة.
وأضاف: «الوداد يملك تاريخاً مشرفاً سواء كان ذلك محلياً أو قارياً، وهذا ما سندافع عنه في الولايات المتحدة، مع الوضع في الاعتبار صعوبة المهمة أمام فرق عريقة، خصوصاً مانشستر سيتي الإنجليزي بتشكيلته المدججة بالنجوم ومدربه الكبير (الإسباني) بيب غوارديولا».
واستعد الوداد للمونديال بمباراتين وديتين خسرهما على أرضه بنتيجة واحدة (0 – 1) أمام إشبيلية الإسباني، وبورتو البرتغالي.
وقال بنهاشم عقب المباراة الودية الثانية: «في المباراة الأولى (ضد إشبيلية) لم أضع خطة لعب واضحة للعب والمنافسة في مونديال الأندية، لأنه كانت لدي إكراهات مثيرة في التركيبة البشرية».
خانتنا السرعة
وأضاف: «اليوم وضعت الخطة التي نرغب في الاعتماد عليها في المونديال، ولعبنا على المرتدات ونجحنا في بعضها، لكن خانتنا السرعة والتمريرة الأخيرة (الحاسمة)».
وتابع: «أظهر اللاعبون طموحاتهم، مثل فهد موفي. هدفنا بعد هاتين المباراتين الوديتين هو استعادة التوازن ومحاولة إرضاء جماهير الوداد، وحتى جماهير المغرب. تماماً كما فعل المنتخب الوطني الذي وصل إلى نصف نهائي كأس العالم 2022»، مضيفاً: «لمَ لا نحلم؟».
وتعاقد الوداد مع خمسة لاعبين هذا الصيف في مقدمتهم الدولي السابق نور الدين أمرابط، وقلب الدفاع الهولندي بارت مايرس آتياً من فريق بوراتس بانيا لوكا البوسني، والمهاجم البوركينابي عزيز كي من يونغ أفريكانز التنزاني، ولاعب وسط الفتح الرباطي حمزة الهنوري، وأخيراً المهاجم السوري المخضرم عمر السومة.
وأوضح بنهاشم: «مستوانا يتحسن شيئاً فشيئاً. يجب أن نصل سريعاً إلى مستوى فني مناسب، ويتماشى مع إمكانياتنا».
ويستهل الوداد مشواره بمواجهة مانشستر سيتي في 18 يونيو (حزيران) الحالي على ملعب لينكولن فايننشال فيلد في فيلادلفيا على أمل الخروج بأقل الأضرار، قبل أن يلتقي مع يوفنتوس في 22 منه على الملعب ذاته في محاولة إلى استغلال تراجع مستوى فريق «السيدة العجوز» في المواسم الأخيرة، ثم ينهي الدور الأول بلقاء العين في 26 الحالي على ملعب أودي فيلد بواشنطن في قمة عربية قد تكون حاسمة بالنسبة لكليهما في بلوغ ثمن النهائي حال نجح أي منهما في خطف نقاط بمباراتيه الأوليين ضد العملاقين الإنجليزي والإيطالي.