دراسة مفاجئة.. الفعالية السحرية لعلاج السكتة الدماغية تنفي نتائج إيجابية مهمة

أظهرت أول تجربة دولية لدواء “إتانيرسيب” في علاج السكتة الدماغية أنه يُعتبر آمناً لكنه لا يقدم تحسناً أفضل من الدواء الوهمي، حسب نتائج الدراسة التي أجريت حديثاً. السكتة الدماغية تُعد من الأسباب الرئيسية للإعاقة حول العالم، حيث يؤثر هذا المرض على أكثر من سبعة ملايين شخص سنويًا، وعلى الرغم من التقدم الطبي، فإن الخيارات العلاجية لتحسين حالة الناجين لا تزال محدودة، الأمر الذي دفع الكثيرين للبحث عن علاجات مثل “إتانيرسيب” الذي أُطلق عليه البعض “العلاج السحري” لهذه الحالات.

تجربة دواء إتانيرسيب في علاج السكتة الدماغية وآثاره الجانبية

يستخدم دواء “إتانيرسيب” عادةً لعلاج التهاب المفاصل، لكن في محاولات علاجية جرى استخدامه لبعض مرضى السكتة الدماغية، حيث يتم حقنه في المنطقة العنقية من العمود الفقري، ثم يُطلب من المريض إمالة الرأس إلى الأسفل بهدف وصول الدواء إلى الدماغ، ويُلاحظ أنه رغم انتشار هذا الاستخدام في بعض العيادات الخاصة داخل الولايات المتحدة، لم تظهر الدراسة أي آثار جانبية خطيرة بعد 28 يومًا من تلقي العلاج.

نتائج الدراسة الدولية لتقييم فعالية إتانيرسيب لعلاج السكتة الدماغية

استهدفت التجربة 126 مشاركًا من أستراليا ونيوزيلندا، خضع 63 منهم للعلاج بـ”إتانيرسيب” بينما تلقى 63 مشاركًا آخرون دواءً وهمياً. وكان الأطباء والمرضى غير مدركين لنوع العلاج الذي يتلقاه كل مشارك. وبعد مرور 28 يومًا، لاحظ الباحثون أن 52% من المشاركين الذين تناولوا إتانيرسيب أبلغوا عن تحسن، مقارنة بـ 57% من متلقي الدواء الوهمي، وهذا الفارق لم يكن ذا دلالة إحصائية تؤكد تفوق الدواء.

أهمية البحث العلمي في تقييم العلاجات وتأثير دواء إتانيرسيب على جودة حياة مرضى السكتة

أكد البروفيسور فينسنت تيس، قائد الدراسة وأخصائي الأعصاب في معهد فلوري، أن تأثير التحسن قد يكون ناجمًا عن تأثير الدواء الوهمي الشائع في البحوث الطبية، موضحًا أن “إتانيرسيب” لم يثبت فعاليته في تحسين جودة الحياة بعد السكتة الدماغية، رغم رغبة المرضى في إيجاد أمل حقيقي من العلاجات الجديدة. وأشار كالفين هيل، المدير التنفيذي لبرامج السكتة الدماغية في مؤسسة السكتة الدماغية، إلى أن نتائج الدراسة تبرز أهمية تنفيذ بحوث سريرية دقيقة تُمكّن المرضى من الحصول على علاجات مدعومة بأدلة علمية قوية، ما يُسهم في تحسين نتائج التعافي والمراحل التالية من الرعاية.

تُعبر نتائج هذه الدراسة عن أهمية التمسك بالأدلة العلمية في علاج السكتة الدماغية، كما تسلط الضوء على الحذر من اللجوء إلى علاجات غير مثبتة تُقدم نتائج متقاربة مع الدواء الوهمي، وهو ما قد يربك المرضى ويؤخر حصولهم على العلاج الأنسب الذي يعتمد على البحوث الطبية الرصينة.