كارثة طويلة الأمد.. الأمم المتحدة تحذر من معاناة نساء وفتيات أفغانستان بعد الزلزال المدمر

تعاني النساء والفتيات المتضررات من الزلزال المدمر في شرق أفغانستان من أوضاع إنسانية مأساوية، نتيجة نقص حاد في المساعدات الإنسانية وتأثير الهزات الارتدادية؛ إذ يواجهن تحديات ضخمة في محاولة إعادة بناء حياتهن ومصادر رزقهن وسط ظروف صحية وأمنية قاسية.

تحديات النساء في المناطق المتضررة من الزلزال في شرق أفغانستان

تواجه النساء والفتيات في ولاية كونار التي ضربها زلزال بقوة 6.0 درجات صعوبات كبيرة في الوصول إلى المساعدات، بسبب التضاريس الجبلية الوعرة والقرى المعزولة، علاوة على الهزات الارتدادية المستمرة التي تزيد من خطر الكارثة. وسط هذه الظروف، تعاني الناجيات من فقدان منازلهن وأقاربهن ومصادر الدخل، ويواجهن نقصًا حادًا في أماكن الإقامة الآمنة، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء البارد، مما يضاعف من معاناتهن اليومية.

أثر الحظر المفروض على الموظفات الأفغانيات على جهود الإغاثة النسائية

أدى الحظر الذي فرضته طالبان منذ 5 سبتمبر على العاملات في مؤسسات الأمم المتحدة في كابل إلى تعقيد جهود الإغاثة في مناطق الزلزال، خاصةً مع منع الموظفات من التواجد في المكاتب، ما أثر على قدرة المؤسسات على توفير الدعم المناسب للنساء المتضررات. رغم هذه العراقيل، لا تزال العاملات في المجال الإنساني يعملن في الميدان، وهو دور أساسي لسد الفجوة في توفير الرعاية والخدمات للنساء والفتيات المتأثرات.

التحديات الصحية والأمنية التي تواجهها النساء والفتيات بعد الزلزال في شرق أفغانستان

تُشكل الأعراف الثقافية عائقًا كبيرًا أمام النساء في تلقي الدعم الطبي، نظرًا لرفض البعض التعامل مع الرجال في تقديم الرعاية الصحية، الأمر الذي يستدعي وجود كادر نسائي متخصص. كما يُعرض تدمير البنية التحتية وحالة العيش في الخيام النساء لمخاطر إضافية، مثل العنف والاعتداءات أثناء التنقل للبحث عن المياه أو المرافق الصحية، وسط تهديدات مستمرة من الألغام الأرضية المنتشرة في المنطقة.

العنصر التفاصيل
قوة الزلزال 6.0 درجات
عدد القتلى أكثر من 2,200
كمية الأنقاض 649,000 طن (ما يعادل 40,500 شاحنة)
عدد النازحين نحو 23,000 شخص
نسبة النساء بين القتلى والمصابين أكثر من 50%
نسبة النساء بين المفقودين 60%

تتضح دراماتيكية الأوضاع التي تعيشها النساء والفتيات في شرق أفغانستان بعد الزلزال من خلال المعاناة المزدوجة التي تنتظرهن؛ إذ لا يقتصر التحدي على الناحية الصحية والإنسانية فحسب، بل يُضاف إليه ضعف البنية التحتية وغياب الدعم الكافي، مما يجعل الحاجة إلى تدخل فوري ومستدام أمرًا لا يحتمل التأجيل. استمرار هذه الأزمة يظهر كمّ المعاناة التي تواجهها هؤلاء النساء، ويبرر التركيز على تلبية حاجاتهن الملحة لحماية كرامتهن وحياتهن.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.