أسعار الذهب العالمية ترتفع.. متى تصل الأوقية إلى 4000 دولار؟

ارتفعت توقعات أسعار الذهب عالميًا بشكل ملحوظ، إذ يتوقع أن تصل الأونصة الواحدة إلى 4000 دولار خلال العام المقبل، متجاوزة التقديرات السابقة بنحو 300 دولار، وفقًا لتحديثات دويتشه بنك الحديثة التي تستند إلى عوامل عدة تؤثر على السوق.

الطلب الرسمي على الذهب وتأثيره على الأسعار العالمية

يشير تقرير دويتشه بنك إلى أن الطلب الرسمي على الذهب وصل إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، تزيد أكثر من الضعف مقارنة بمتوسط الطلب في العقد الممتد من 2011 إلى 2021، حيث يدفع الطلب القوي من جهة الصين السوق نحو ارتفاع مستمر في الأسعار. هذا في ظل تراجع المعروض من الذهب المعاد تدويره بنسبة 4% خلال العام الجاري، ما يخلق ضغطًا إضافيًا على المعروض ويعزز الاتجاه الصاعد لأسعار الذهب عالميًا.

العوامل الاقتصادية والسياسية المؤثرة في ارتفاع أسعار الذهب عالميًا

يرى البنك أن حالة عدم اليقين السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة، تشمل الضغوط المتزايدة على السياسة النقدية من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالإضافة إلى المخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، تزيد من جاذبية الذهب كملاذ استثماري آمن. بالرغم من ذلك، قد يواجه الذهب بعض القيود على ارتفاعه بسبب الأداء القوي لأسواق الأسهم والضغوط الموسمية التي تشهدها أسعار الذهب في الربع الأخير من كل عام، فضلاً عن احتمالية استقرار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة حتى عام 2026، وهو ما قد يقلل من زخم ارتفاع الأسعار.

توقعات أسعار المعادن الثمينة الأخرى وتأثيرها على سوق الذهب

إلى جانب توقعات ارتفاع سعر الذهب عالميًا، رفع دويتشه بنك توقعاته لأسعار الفضة أيضًا حيث يتوقع أن يرتفع متوسط سعر الأونصة إلى 45 دولارًا في عام 2026 مقارنة بمتوسط سابق قدره 40 دولارًا، معتبراً أن المتغيرات الاقتصادية والسياسية الحالية تفتح المجال أمام مزيد من الارتفاعات في سوق المعادن الثمينة.

المعدن التوقعات لعام 2025 التوقعات لعام 2026
الذهب (للأونصة) 3700 دولار 4000 دولار
الفضة (للأونصة) 40 دولارًا 45 دولارًا

تغيرت توقعات دويتشه بنك بشكل حاد بعد مراجعة معدلات خفض الفائدة المتوقعة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، إذ يتوقع البنك خفض الفائدة ثلاث مرات في 2025 مع احتمال تثبيتها في 2026، ما يعزز من فرص ارتفاع أسعار الذهب عالميًا بشكل أكبر.

في الوقت الذي يشهد فيه سوق الذهب تحركات متباينة بفعل عوامل اقتصادية وسياسية متشابكة، يبقى الطلب القوي من البنوك المركزية، وخاصة الصين، واحدًا من أهم العوامل التي تدفع أسعار الذهب للارتفاع، في حين تلعب الضغوط الموسمية وتحسن الاقتصاد الأمريكي دورًا في التحكم في زخم هذا الصعود.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.