تحالف سعودي باكستاني يطرح أولى الخطوات لتشكيل “ناتو إسلامي”

اتفاقية التعاون العسكري بين السعودية وباكستان تعكس تحولات استراتيجية مهمة في المنطقة، حيث تمثل خطوة راسخة نحو تعزيز الأمن المشترك وخلق توازن جديد في جنوب آسيا والخليج، بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على القوى الكبرى. جاءت هذه الاتفاقية بعد سنوات من النقاشات المتواصلة، لتشمل جميع الوسائل العسكرية وتعزز قدرات الردع الجماعي.

تفاصيل الاتفاقية العسكرية السعودية الباكستانية وأهميتها الاستراتيجية

أوضحت السعودية أن الاتفاقية العسكرية مع باكستان شاملة وتشمل جميع الوسائل العسكرية، مما يدل على عمق وشمولية التعاون الأمني بين البلدين؛ كما أكد المسؤولون أن توقيت هذه الاتفاقية نابع من مناقشات طويلة الأمد، وليس رد فعل مباشر لأي حدث معين. في المقابل، شدد وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد أصف على أهمية تشكيل ناتو إسلامي، في ظل التحديات المشتركة التي تواجهها الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى دور الولايات المتحدة في الأحداث الإقليمية مثل العدوان الإسرائيلي على قطر؛ وهو ما يبرز الحاجة إلى تحالفات مستقلة تعزز الأمن الإقليمي.

القوة العسكرية الباكستانية ودورها في تحالف السعودية وباكستان

يمتلك الجيش الباكستاني قوة كبيرة تجعل منه ركيزة أساسية في أي تحالف إقليمي، حيث يضم نحو 1.7 مليون جندي، وسلاح جو يحتوي على ما يقارب 1400 طائرة، منها 318 مقاتلة، بالإضافة إلى أسطول بحري يضم 221 وحدة من بينها 9 فرقاطات و8 غواصات؛ كما تزيد القدرة النووية الباكستانية من وزن التحالف، إذ تمتلك باكستان حوالي 170 رأساً نووياً وحوالي 50 منصة إطلاق صواريخ أرض-أرض؛ ما يعزز القوة الردعية للتحالف السعودي الباكستاني ويمنحه ثقلًا استراتيجيًا واضحًا في مواجهة التحديات الإقليمية.

التعاون العسكري والدبلوماسي بين السعودية وباكستان في سياق التعددية القطبية

يرتكز التعاون العسكري بين السعودية وباكستان على تاريخ طويل من التعاون الذي ينطلق من دعم باكستان للجيش السعودي عبر برامج تدريبية ومستشارين منذ السبعينيات، ويشهد تطورًا متواصلًا اليوم؛ ويعكس الاتفاق الأخير استراتيجية المملكة لتوسيع شبكة تحالفاتها بعيدًا عن الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة، خاصة في ظل تراجع الثقة بمواقفها التي دعمت إسرائيل دون تحفظ خلال أحداث الخليج. هذا النهج يتماشى مع توجه السعودية لتنويع علاقاتها الدولية مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا والهند وباكستان؛ في ظل إدراك متزايد بأن القطبية الواحدة لا تلبي مصالح الدول الإقليمية، وأن تقوية التحالفات الإقليمية ستمكن من حماية المصالح الوطنية وتعزيز القدرة على ردع التهديدات المتصاعدة.

القوة العسكرية التفاصيل
عدد الجنود حوالي 1.7 مليون جندي
سلاح الجو 1400 طائرة، منها 318 مقاتلة
الأسطول البحري 221 وحدة، تشمل 9 فرقاطات و8 غواصات
القدرة النووية 170 رأساً نووياً ونحو 50 منصة إطلاق صواريخ أرض-أرض

يأتي هذا التعاون كرسالة واضحة لإسرائيل بأن هناك قدرة إقليمية متنامية على مواجهة أي تهديدات رغم الدعم الأميركي المتواصل؛ كما يعكس قدرة الدول الإقليمية على تشكيل بدائل استراتيجية لحماية مصالحها من دون الاعتماد الكامل على واشنطن، الأمر الذي يعزز توجه التعددية القطبية في المنطقة. الاتفاقية التي توّجت سلسلة من الاجتماعات العسكرية والدبلوماسية، تزامنت مع تحركات دبلوماسية أخرى مثل لقاء ولي العهد السعودي مع رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، والمناورات البحرية التركية المصرية “بحر الصداقة”، لتؤكد اتجاهاً جديدًا نحو بناء شبكات دفاعية إسلامية وعربية مستقلة. هذه الديناميكية تفتح الباب أمام تشكيل تحالفات عسكرية جديدة متماسكة يمكن أن تعيد رسم خريطة التوازنات الجيوسياسية، وتلعب دورًا محوريًا في ردع التهديدات وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل مستدام.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.