يمنى شري تودع الإعلام اللبنانية التي غيّرت معالم تسعينيات الساحة الإعلامية

توفيت الإعلامية اللبنانية يمنى شري بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان الرئة في كندا، عن عمر ناهز 55 عاماً، مخلفةً إرثاً إعلامياً مميزاً عبر مسيرتها التي تميزت بحضور لافت في الإعلام العربي. وُلدت يمنى في بيروت عام 1970 لعائلة أكاديمية عُرفت بحبها للثقافة، حيث كان والدها أستاذ تاريخ ووالدتها أستاذة أدب عربي، ما ساعدها على بناء قاعدة علمية متينة قبل أن تدخل عالم الإعلام عبر دراسة الأدب الفرنسي والإعلام في جامعتين لبنانيّتين.

نجومية يمنى شري عبر شاشة تلفزيون المستقبل وتأثيرها في الإعلام اللبناني

كانت النجومية التي حققتها يمنى شري على شاشة تلفزيون المستقبل خلال التسعينيات من أبرز محطات مسيرتها الإعلامية، حيث أصبحت واحدة من أبرز الإعلاميات اللواتي تميزن بأسلوب عفوي وأداء قريب من الناس، ما جعلها محبوبة لدى الجمهور اللبناني والعربي. تميزت القناة في تلك الفترة ببرامجها المتنوعة التي جمعت بين الترفيه والفن والسياسة، من بينها برامج “طل القمر” و”ليل وقمر ونجوم” و”عالم الصباح”، والتي ساهمت في ترسيخ حضور يمنى كاسم مألوف في المنازل، وخلقت في أذهان المشاهدين ذكريات لا تُنسى من مرحلة ازدهار الفضائيات اللبنانية وانتشارها على الصعيد العربي.

لم تقتصر مسيرة يمنى شري على التقديم فقط، بل شاركت بقوة في التمثيل ضمن أعمال درامية مهمة مثل “الباشا” (2019) و”هند خانم” (2020)، قبل انتقالها للعيش في كندا مع استمرارها بالمساهمة الإعلامية من خلال قناة “الجديد” عبر فقرات فنية قدمتها من هناك. رغم تدهور حالتها الصحية في الأشهر الأخيرة بسبب مرض سرطان الرئة، ظلت حاضرة بإشعاعها الذي ترك بصمة واضحة وفي وجدان الجمهور حتى فراقها صباح 18 أيلول 2025.

ذكريات صدمة وفاة يمنى شري وتفاعل الإعلاميين والجمهور معها

خلف خبر وفاة يمنى شري صدمة عميقة لدى زملائها في الإعلام ومتابعيها، فتقدَّمت شخصيات معروفة في الوسط الفني والإعلامي برثاء ينمّ عن تقدير كبير لها. استُرجعت في هذه اللحظات لحظات بداية يمنى في إذاعة “صوت الشعب” حيث وصفها البعض بـ”الشمس الصغيرة” التي كانت تبعث ضحكتها الدافئة في أروقة غرف الأخبار، قبل أن تلمع بنجاحها على تلفزيون المستقبل. الكتّاب والمشاهير أبرزوا دورها كسفيرة للجالية اللبنانية في كندا، مؤكدين أن ابتسامتها وحضورها أخذا حيزاً كبيراً من دفء الشاشة وقلب الجمهور. كذلك، عبّرت العديد من نجمات لبنان عن ألمهن لفقدان يمنى، مشيرات إلى أن رحيلها ترك فراغاً سيبقى حاضراً في الذاكرة والإعلام مكانها.

مسيرة يمنى شري التعليمية والعملية وتأثيرها المستمر في الإعلام العربي

بدأت يمنى شري مسيرتها الأكاديمية بدراسة الأدب الفرنسي في جامعة القديس يوسف، ثم واصلت تخصصها في الإعلام بالإذاعة والتلفزيون في الجامعة اللبنانية، مما منحها قاعدة معرفية وثقافية عززت من قدرتها على التأثير في مجال الإعلام. انطلقت من إذاعة “صوت الشعب” لتصبح بعدها صوتاً وجهراً للجمهور اللبناني والعربي، فكانت تبث من قلب الحدث عبر شاشةً وساحةً تجمع بين الحوار الاجتماعي والترفيه والثقافة. شكلت مسيرتها نموذجاً يحتذى به في الجمع بين العلم والتطبيق الإعلامي العملي، ما جعلها واحدة من أبرز الإعلاميات اللبنانيات، فيما حافظت على صلتها بالمشهد الإعلامي والفني حتى آخر أيامها، وخلّفت إرثاً يستحق التقدير والاهتمام.