تأثير صعود الدولار يضغط على أسعار الذهب ويُعيد تشكيل سوق المعدن النفيس

شهدت أسعار الذهب الفورية تأثرًا ملحوظًا بسبب رفع الدولار الأمريكي، حيث انخفضت قيمته بشكل مباشر عقب قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي بخفض سعر الفائدة بربع نقطة مئوية، مع استمرار التيسير النقدي خلال الفترة القادمة؛ إذ انخفض السعر الفوري للذهب بنسبة 0.2% ليصل إلى 3653.54 دولار للأوقية عند الساعة 01:19 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل أعلى مستوى له عند 3707.40 دولار في جلسة الأربعاء الماضية.

تأثير رفع الدولار الأمريكي على أسعار الذهب الفورية والعقود الآجلة في الأسواق العالمية

مع ارتفاع الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% وتعزيز مكاسبه أمام العملات المنافسة، أصبح الذهب أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى، مما أدى إلى تراجع الطلب وانخفاض أسعار الذهب في الأسواق الفورية والعقود الآجلة؛ حيث هبطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.8% إلى 3688.10 دولار للأوقية. تعكس هذه الأرقام الضغوط التي تواجه الذهب بعد قرار خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي، وهو تحرك يعكس استراتيجية إدارة المخاطر التي أشار إليها رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول، ما يوضح العلاقة المعقدة بين تحركات الفائدة وتعزيز الدولار وتأثيرها المباشر على أسعار الذهب.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب رغم خسائر الجلسة وتأثير سياسات الفائدة الأمريكية في 2024

على الرغم من الخسائر المتتالية في الجلسات الأخيرة، إلا أن أسعار الذهب سجلت ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 39% منذ بداية العام الحالي، بعد تحقيق مكاسب بلغت 27% خلال العام السابق. يُعزى ذلك إلى تواصل توقعات خفض الفائدة الأمريكية، إلى جانب التوترات الجيوسياسية المستمرة التي تزيد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن في ظل الاضطرابات العالمية؛ كما تدعم عمليات الشراء الكبيرة من قبل البنوك المركزية العالمية الطلب على الذهب وتحافظ على مستويات الأسعار المرتفعة على المدى المتوسط. يمكن توضيح تأثير هذه العوامل على أسعار بعض المعادن النفيسة الأخرى من خلال الجدول التالي:

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب والمعادن النفيسة في ظل التغيرات الاقتصادية الراهنة

تلعب التغيرات في سياسات الفائدة للبنك المركزي الأمريكي دورًا رئيسًا في تحديد حركة أسعار الذهب، إذ يدعم خفض سعر الفائدة ارتفاع قيمة الذهب من خلال خفض تكلفة الاقتراض وجعله استثمارًا أكثر جاذبية مقارنة بالأصول الأخرى؛ وفي الوقت نفسه، يؤدي ارتفاع الدولار إلى تقليل القوة الشرائية للمعادن النفيسة بالنسبة للمستثمرين الأجانب، ما يضغط على الأسعار. وسط حالة عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي، يظل المستثمرون متابعين عن كثب لتطورات السوق مع التركيز على عدة عوامل تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب والمعادن الأخرى منها:

• سياسات الفائدة للبنك المركزي الأمريكي وتوقعات الأسواق لتغيراتها
• التوترات الجيوسياسية وتأثيرها في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن
• عمليات الشراء المكثفة من قبل البنوك المركزية والمستثمرين المؤسسيين