موقع “902” اليوناني يكشف بدء المفاوضات مع ليبيا لترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة وسط توترات محتدمة

بدأت المحادثات بين اليونان وليبيا حول ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة، وسط تصاعد الصراعات والمساومات المتعلقة بالحصص والمكاسب الرأسمالية في شرق البحر المتوسط، ما يعكس تعقيدات التوترات الجيوسياسية في المنطقة.

ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة بين اليونان وليبيا وتعزيز التعاون الثنائي

التقى وزير الخارجية اليوناني ج. جيرابيتريتيس في أثينا مع نظيره الليبي الطاهر الباعور، حيث تم التركيز على تعزيز التعاون في مجالات متعددة أبرزها ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين، بالإضافة إلى بحث جوانب التعاون المتعلقة بالهجرة. وأكد جيرابيتريتيس استعداد حكومة اليونان للاستمرار في تدريب ضباط خفر السواحل الليبيين في سودا، مما يعكس رغبة واضحة في دعم ليبيا على صعيد تعزيز قدراتها الأمنية. كما تناول الاجتماع سبل تعميق العلاقات الاقتصادية والطاقة والنقل والإنشاءات، بمناقشة فتح خط جوي مباشر بين أثينا وطرابلس، فضلاً عن التخطيط لاستضافة بعثة أعمال يونانية إلى العاصمة الليبية خلال فصل الخريف المقبل.

المؤتمر متعدد الأطراف وتأثيره على ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة في شرق المتوسط

عادت فكرة عقد مؤتمر متعدد الأطراف لدول شرق المتوسط إلى الواجهة، بهدف تمكين اليونان وليبيا ومصر وتركيا من التوصل إلى اتفاقات واضحة بخصوص المناطق البحرية المتنازع عليها، مع تحفيز من الولايات المتحدة. رغم التباحثات السلمية والنية الطيبة في المفاوضات، لا تزال الخطوات العملية على الأرض تواجه تحديات كبيرة. وأعلنت الأطراف اليونانية والليبية بدء عملية رسمية لترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة، من خلال اجتماع أول للجان الفنية عقد بعد إعلان تركيا إرسال سفينة البحث “بيري ريس” إلى بحر إيجة، في خطوة أثارت التوترات الإقليمية.

المناورات العسكرية والتوترات بين اليونان وتركيا في سياق ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة

تزامنت المحادثات السياسية مع تنفيذ القوات المسلحة اليونانية مناورة تأهب مفاجئة، شملت مناطق إفروس وبحر إيجة، إضافة إلى اجتماع هيئة الأركان البحرية، في تحرك يعبر عن استعداد عسكري مكثف. ردت تركيا بإصدار إشعار بحري جديد، جددت فيه مطالبتها التي تعتبرها اليونان مرفوضة بشأن “نزع السلاح” من جزر بحر إيجة، في إطار الصراع الممتد حول السيادة البحرية. علاوة على ذلك، يمس ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة بين اليونان وليبيا ملفات مرتبطة بشكل وثيق بمذكرة التفاهم التركية الليبية، التي أصبحت أحد أبرز العوامل في مساومات النفوذ والصراع بالمنطقة.

تشير التطورات الأخيرة إلى أن ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة بين اليونان وليبيا أصبح محوراً رئيسياً في السياسات الإقليمية، حيث تتداخل المصالح السياسية والعسكرية والاقتصادية، ويُظهر كل طرف إرادته في السعي نحو تحقيق مكاسب استراتيجية رغم تعدد التحديات. استمرار الحوار والتنسيق بين الدول المعنية وحسن إدارة التوترات سيكون له دور محوري في رسم مستقبل شرق المتوسط.