غبار الكوني يكشف أسرار 44 مليون نجم بخريطة ثلاثية الأبعاد من مركبة جايا

إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد لأعماق درب التبانة يمثل ثورة في فهم تكوّن النجوم ضمن المجرة، حيث تمكن العلماء من تحديد مناطق تشكل النجوم على مدى أربعة آلاف سنة ضوئية بدقة غير مسبوقة وشمولية واسعة، مما يفتح آفاقًا جديدة لرصد وتحليل طبيعة النجوم وتطورها بشكل دقيق.

كيف ساهمت خريطة ثلاثية الأبعاد في تعقب مناطق تشكل النجوم بدرب التبانة

أُنجز هذا المشروع العلمي الضخم بفضل البيانات الواسعة التي جمعتها مركبة الفضاء “جايا”، والتي كرّست جهودها لمتابعة مواقع وخصائص مئات الملايين من النجوم، لتكون بذلك أداة لا غنى عنها لفهم العمق الداخلي لمجرة درب التبانة؛ غير أن إعداد خريطة ثلاثية الأبعاد لمناطق تشكل النجوم واجه تحديات صعبة بسبب وجود سحب كثيفة من الغاز والغبار التي تحجب الضوء وتمنع رصد هذه المناطق بشكل مباشر، لكن فريق “جايا” تخطى هذا الحاجز من خلال قياس كميات الضوء المنبعثة والمخفية، ما سمح بتقدير كثافة الغبار ومستويات الهيدروجين المؤين الذي يعد دليلًا واضحًا على النشاط النجمي المستمر.

أهمية النجوم العملاقة ودورها في خريطة ثلاثية الأبعاد لمناطق تشكل النجوم

تضم الخريطة بيانات نحو 44 مليون نجم، منها 87 نجمًا من الفئة “أو” التي تُعتبر من النجوم الشابة ذات الحجم الضخم والإشعاع الهائل؛ وهذه النجوم لا تضفي الضوء فقط على البيئة المحيطة بها بل تلعب دورًا جوهريًا في تكوين وتطور أجيال جديدة من النجوم داخل المجرة؛ يُمكن رؤية كيفية تأثير إشعاع هذه النجوم العملاقة على تأيين السحب المحيطة بها، مما يساعد في فهم كيفية تشكل العناقيد النجمية الضخمة وكيف يساهم النشاط النجمي في تطور المجرة عبر الزمن، ويمنح التصور الثلاثي الأبعاد الذي وفّرته “جايا” نافذة غير مسبوقة على البنية الداخلية لهذه الحاضنات النجمية.

التقنيات الحديثة وأثرها في تطوير خريطة ثلاثية الأبعاد لمناطق تشكل النجوم في المجرة

يعكس هذا العمل العلمي تقدمًا نوعيًا في علم رسم الخرائط الكونية، حيث دمجت مركبة “جايا” بين دقة قياس الضوء والنماذج الإحصائية المتقدمة لتحليل ملايين البيانات الفلكية؛ هذا الإنجاز ينسجم مع أهداف وكالة الفضاء الأوروبية لبناء أرشيف علمي متكامل عن مجرة درب التبانة، مما يسهل إجراء أبحاث مستقبلية متطورة؛ وتقنية استشعار الضوء المحجوب تسمح بالتنبؤ بمواقع تشكل النجوم الجديدة وربطها بعمليات التطور الديناميكي للمجرة، كما توفر هذه الخرائط معلومات دقيقة لتوجيه التلسكوبات المستقبلية إلى أهداف محددة؛ ولا يقتصر الأمر على درب التبانة فقط، بل يُفتح الباب لدراسات مقارنة مع مجرات أخرى لفحص مدى توافق قوانين التشكل النجمي عبر الكون، مما يعزز من فرص تحقيق فهم أعمق لبنية وتطور النجوم.

العامل التفصيل
عدد النجوم المشمولة 44 مليون نجم
عدد النجوم من الفئة “أو” 87 نجمًا عملاقًا شابًا
نطاق الدراسة 4000 سنة ضوئية
التقنية المستخدمة قياس الضوء المحجوب وتحليل الغاز والغبار

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة