غزة تفرض تأثيرها على “كارفور” وتدفع 3 دول عربية لإغلاق أبوابها أمامه

أغلقت كارفور في البحرين أبوابها نهائيًا بعد حملة مقاطعة شهدتها دول الخليج، لتتراجع بذلك الشركة الفرنسية عن دخولها السوق البحريني الذي مثلته لسنوات وسيلة رئيسية في توفير السلع الاستهلاكية والعناصر الغذائية المتنوعة. هذا القرار جاء ضمن اتساع تأثير الأوضاع السياسية والاقتصادية التي اجتاحت المنطقة، وخاصة بعد تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، ما جعل كارفور تواجه تحديات غير مسبوقة في استمراريتها بسوق الخليج العربي.

تراجع كارفور البحرين يتزامن مع حملة المقاطعة ودور العدوان على غزة

أعلنت إدارة كارفور رسميًا وقف جميع نشاطاتها في البحرين، شاملة كل فروعها المنتشرة في مختلف المحافظات، معربة عن امتنانها لثقة الزبائن ودعمهم المستمر طوال فترة تواجدها هناك. كان لكارفور دور واضح في توفير تشكيلة كبيرة من المنتجات الغذائية والاستهلاكية التي استقر عليها المواطنون والمقيمون، مما جعلها جزءًا مهمًا من المشهد التجاري والاجتماعي البحريني. ومع ذلك، تأثرت العلامة التجارية الفرنسية بشكل كبير من سريان مقاطعة شعبية واسعة نُظمت تضامنًا مع غزة، وتزامن هذا الأمر مع تراجع ملحوظ في المبيعات، ما دفع الشركة إلى إعادة النظر في وجودها الاستثماري في البحرين.

مغادرة كارفور سلطنة عمان وتأثير الحملات الشعبية على قراراتها

انسحاب كارفور من سلطنة عمان بداية عام 2024 أسس لمرحلة مضطربة تواجهها العلامة في أسواق المنطقة، حيث تزايدت الضغوط السياسية والاقتصادية في بيئة تنافسية شديدة. تعرضت الشركة إلى هجوم واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب مواقفها التي اعتُبرت مترددة إزاء العدوان على غزة، مما أثر على ثقة المستهلكين ودفعهم للمقاطعة. هذه الحملة لم تقتصر على عمان فقط بل امتدت لتطال شركات أجنبية أخرى، بينما واجه كارفور صعوبة في الحفاظ على زخمها والشريحة الواسعة من الزبائن. تزامن انسحابها مع تفاصيل أخرى كشفت عن تراجع الأداء الاقتصادي، ما أعاق خطة الشركة للاستمرارية في المنطقة العربية.

إغلاق فروع كارفور في الأردن مع تراجع المبيعات وارتفاع تأثير المقاطعة

في الأردن أيضًا، شهدت فروع كارفور إغلاقًا تامًا عقب تراجع حاد في معدلات المبيعات التي تجاوزت 80% منذ بداية أحداث العدوان على غزة. أعلنت شركة ماجد الفطيم، الوكيل الرسمي للعلامة في المملكة، عن قرارها بوقف عملياتها، وقدمت اعتذارها لعملاءها عبر قنوات التواصل، معربة عن شكرها لدعمهم خلال فترة عملها الطويلة. لم تنجح محاولات كارفور لتحفيز السوق من خلال تخفيض الأسعار والعروض الترويجية في جذب الزبائن، وفي ظل استمرار الطلبات الشعبية لمقاطعة الشركة بسبب علاقاتها التجارية، هذه العوامل مجتمعة أدت إلى قرار الإغلاق النهائي في وقت ذكر فيه كثيرون ظهور منتجات كارفور في سياق حساس سياسيًّا، مما زاد من تراجع سمعتها وتقويض مكانتها في الأسواق العربية.

الأسباب والتداعيات وراء إغلاق كارفور في ثلاثة أسواق عربية مهمة

استكمالًا لسلسلة الإغلاقات، توقفت كارفور عن العمل في ثلاث دول عربية خلال أقل من عام، نتيجة سلسلة متشابكة من الضغوط السياسية، الشعبية، والاقتصادية. ازدادت دعوات المقاطعة عقب انتشار فيديوهات توثق انتقال منتجات كارفور داخل الأكياس التي استخدمها جنود إسرائيليون، مما أثار ردود فعل عنيفة أدت لتراجع الثقة بالعلامة الغربية. الجدير بالذكر أن كارفور أطلقت في مايو 2023 عددًا من الفروع في إسرائيل، مما جعلها أول شركة أوروبية تدخل سوق التجزئة الإسرائيلية، وهو ما زاد من حدة الانتقادات عليها وتأثيرها السلبي في الأسواق العربية.

الدولة تاريخ الإغلاق أسباب رئيسية
البحرين أكتوبر 2024 حملة مقاطعة شعبية وتأثير العدوان على غزة وانخفاض المبيعات
سلطنة عمان يناير 2024 تحديات اقتصادية وضغوط سياسية ومقاطعة شعبية
الأردن نوفمبر 2024 تراجع كبير في المبيعات وفشل العروض الترويجية مع تأثير المقاطعة

تجسد حالة كارفور صورة واضحة على مدى الترابط بين الأحداث السياسية وحركة السوق، خصوصًا في الأسواق العربية الحساسة تجاه ملفات الشرق الأوسط، حيث أثرت الحملة الشعبية المناهضة للعدوان الإسرائيلي على غزة بشكل مباشر على قرارات الشركات الأجنبية، مما يدفعها لمراجعة استراتيجيات وجودها، وتشكيل نماذج عمل جديدة تتكيف مع تغيرات المشهد الإقليمي.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.