ماركيز يُسيطر على مجريات سباق أراغون

بعد انطلاقة قوية، على النقيض تمامًا من معاناته في السباق القصير، عرف مارك كيف يتحكّم بنسق السباق منذ البداية، حيث اكتفى بمراقبة الأمور من المقدّمة، فيما حاول شقيقه الأصغر الضغط عليه في المراحل الأولى. لكن ومع الوصول إلى منتصف السباق، كان الفارق قد وصل إلى أكثر من 1.5 ثانية. ومع ذلك، لم يُظهر مارك أي بوادر للتخفيف من وتيرته، إذ سجّل اللفة الأسرع تلو الأخرى، قبل أن يعبر خط النهاية أوّلًا أمام جماهير بلغ عددها 50 ألف متفرّج.

أما أليكس، فلم يتمكن من الرد على سرعة شقيقه، وركّز بدلًا من ذلك على الدفاع عن المركز الثاني، والذي بدا مهدّدًا في وقتٍ من الأوقات من فرانشيسكو بانيايا، إلا أنّه تمكّن من الحفاظ عليه حتى النهاية. واكتفى بانيايا بالمركز الثالث، مُحققًا نتيجة إيجابية تُعدّ من بين الأفضل له مؤخرًا. وقد حاول الإيطالي الضغط على أليكس ماركيز، لكن بطل العالم مرتين لم يجد فرصة حقيقية للتجاوز، ففضّل اللعب بأمان وحصد النقاط.

وبالعودة إلى بداية السباق، بدت دراجات “كاي تي إم” قوية للغاية، خصوصًا مع أداء بيدرو أكوستا، الذي كان الوحيد الذي اختار الإطار القاسي في الجهة الأمامية. وقد مارس الإسباني الشاب ضغطًا كبيرًا على بانيايا في اللفات الأولى. ورغم أنّ الدراجة بدت ممتازة على صعيد الكبح، فإنّ الأداء الصاروخي لدراجة دوكاتي على الخطوط المستقيمة كان يحرم أكوستا من التجاوز، دون أن يمنعه ذلك من المحاولة.

وجاءت المحاولة الأولى للمركز الثالث في اللفة الثانية عند المنعطف الأول، لكن بانيايا استعاد المركز بسرعة، قبل أن يتسلل أكوستا مجددًا تحت الكبح في المنعطف الثاني عشر. غير أن بانيايا عاد واستعاد المركز على الخط المستقيم الخلفي بفضل التفوق الكبير لدراجته. وفي اللفة الرابعة، تبادل الاثنان المركز مجددًا، لكن درّاج دوكاتي فرض كلمته واستعاد المركز، وسط إحباط واضح من أكوستا. وفي نهاية المطاف، وسّع بانيايا الفارق قليلًا، ليضطر أكوستا إلى الاكتفاء بالمركز الرابع.

وتعثّرت نتائج فريق “كاي تي إم” أكثر مع سقوط براد بيندر في اللفة الثانية عشرة عند المنعطف الثالث عشر، ما كلّفه خسارة المركز الخامس، رغم أنه كان يضغط بقوة وكان قريبًا من معركة المركز الثالث.

وانتقل المركز الخامس إلى فرانكو موربيديللي، الذي تراجع كثيرًا في بداية السباق بسبب انطلاقة ضعيفة، ليبقى خامسًا في معظم فترات السباق، حيث بدا واضحًا أنّ وتيرته لا تضاهي منافسيه. ومع اقتراب النهاية، نجح فيرمين ألديغير في تقليص الفارق مع درّاج “في آر46″، وانخرط الاثنان في معركة قوية على المركز الخامس، تبادلا خلالها المراكز عدة مرات، وشهدت احتكاكًا مباشرًا على الخط المستقيم الخلفي. ومع ذلك، تمكّن موربيديللي من التماسك واحتفظ بالمركز، فيما أنهى ألديغير السباق في المركز السادس على متن دراجة دوكاتي التابعة لفريق غريزيني.

أما فريق هوندا، فقد وجد سببًا للابتسامة بعد أن حقق جوان مير أفضل نتيجة له منذ جائزة الهند الكبرى 2023، إذ أنهى السباق سابعًا على متن دراجته الرسمية. وفي المقابل، لم يكن الحظ حليف فريق “إل سي آر هوندا”، إذ سقط يوهان زاركو في اللفة التاسعة وغادر السباق.

وتمكّن ماركو بيزيكي من إنهاء السباق في المركز الثامن بعدما انطلق من مؤخرة شبكة الانطلاق، إذ أظهر وتيرة قوية في المراحل الأخيرة. أما فابيو دي جيانانتونيو، فقد أنهى السباق في المركز التاسع على متن الدراجة الثانية لفريق “في آر46″، بينما أكمل راوول فيرنانديز ترتيب العشرة الأوائل على متن دراجة “أبريليا تراكهاوس”.

واختتم فابيو كوارتارارو عطلة نهاية الأسبوع الكارثية لفريق ياماها بسقوط عند المنعطف الأول. إذ كان الفرنسي على وشك حصد نقاط مهمة، لكن سقوطه وضع نهاية مأساوية لأداء الفريق في أراغون. ولم يكن مافريك فينياليس من فريق “تيك3” أوفر حظًا، إذ كان في طريقه لإنهاء السباق في المركز الثامن قبل أن ينزلق بشكل درامي ويخرج من السباق عند المنعطف الثاني عشر.