لماذا انضم عدد متزايد من العراقيين إلى القتال في أوكرانيا؟

انضمام العراقي عباس المناصر إلى الجيش الروسي يسلط الضوء على ظاهرة تجنيد الشباب العراقيين في روسيا، حيث يعرض عليهم رواتب مغرية وجنسية مقابل الخدمة العسكرية، وهو واقع بات يمثّل مصدر قلق متزايد في ظل توسع هذه الظاهرة منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.

كيف ينتشر تجنيد العراقيين في الجيش الروسي؟

داخل العاصمة الروسية موسكو، تصدر إعلانات التجنيد التي تحمل رموزًا إلكترونية وتفاصيل مغرية، مثل راتب شهري يصل إلى 500 دولار داخل روسيا وثلاثة آلاف دولار على الجبهات، إضافة إلى وعد بالحصول على الجنسية الروسية، وهو ما جذب انتباه عباس المناصر وأصدقائه الذين دخلوا هذه التجربة عن طريق مسح أحد الرموز على هواتفهم. كان نيتهم الأولية عبور روسيا نحو أوروبا، لكن هذه العروض ودعوات التطوع عبر مكاتب تحولت من تأشيرات سياحية إلى عقود عسكرية دفعتهم إلى تغيير مسارهم، حيث خضعوا لفحوصات أمنية وطبية، ثم تلقوا تدريبات عسكرية ولغوية مكثفة في معسكرات، استعدادًا لإرسالهم إلى الجبهات في أوكرانيا.

تجربة المناصر ورفاقه على الجبهات الروسية في أوكرانيا

في مدينة باخموت، التي تحولت إلى أنقاض بسبب القصف، وجد عباس المناصر وأربعة من رفاقه أنفسهم جزءًا من كتيبة روسية بقيادة ضابط شيشاني، حيث لم يُكلّفوا بمهمات قتالية مباشرة في البداية، وإنما شاركوا في أعمال مثل حفر الخنادق وتركيب مواقع للطائرات المسيّرة، قبل أن يُكلفوا لاحقًا بمهمات أكثر خطورة تماثل مهام الجنود الروس. بجانب العراقيين، هناك أعداد ملحوظة من شبان مصريين وجزائريين ممن كانوا مقيمين في روسيا أو طلابًا متحدثين باللغة الروسية، وهو ما ساعدهم على الاندماج في الجيش الروسي بشكل أفضل.

مخاطر الانضمام إلى الجيش الروسي والآثار الاجتماعية في العراق

المناصر لم يكتفِ بالخدمة العسكرية، بل وثّق تجربته عبر فيديوهات وصور مبسطة يتحدث فيها عن التكنولوجيا الحربية، محذرًا الشباب من المخاطر التي تصل إلى احتمال وفاة بنسبة 99% خلال الخدمة، كما كشف عن استغلال السماسرة العرب في روسيا الذين يجذبون الشباب بوظائف وهمية قبل دفعهم للجبهات، مع استحواذهم على مكافآتهم المالية. وفق تقديرات المناصر، انضم حوالي ألف عراقي للجيش الروسي، مات منهم نحو مئتي شاب. في العراق، عبّرت الأسر عن قلقها من عودة أبنائها جثثًا، وسط صمت حكومي رسمي وتحذيرات سفارة العراق في موسكو من الوقوع في فخ الاستدراج إلى الحرب، بينما يؤكد خبراء أن عوامل مثل ضعف الاقتصاد وارتفاع الفقر تجعل الشباب فريسة سهلة لهذا النوع من التجنيد، مع انتقادات للجهات التي تستغلهم وتخالف الدستور العراقي الذي يمنع التدخل في حروب خارجية.

العنصر التفاصيل
راتب في الداخل الروسي 500 دولار شهريًا
راتب في الجبهات حتى 3000 دولار شهريًا
مدة التدريب العسكرية 27 يومًا + شهر إضافي
عدد العراقيين المنضمين حوالي 1000
عدد القتلى نحو 200

في نهاية المطاف، يؤكد عباس المناصر أنه لن يعود للعراق الذي لم يمنحه فرصًا، وحذر الشباب عبر محتواه من التفكير مليًا قبل الإقدام على الانضمام إلى الجيش الروسي، حيث يواجه المستجدون مخاطر حقيقية وتحديات تفوق توقعاتهم، بعيدًا عن أوهام الحلم بمستقبل أفضل.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة