لبنان يكشف تفاصيل تفكيك شبكة دولية ضخمة لتهريب المخدرات

تسعى السلطات اللبنانية إلى ضبط تهريب وتصنيع المخدرات، خاصة عبر الحدود الممتدة مع سوريا بطول 330 كيلومترًا، حيث تركز الجهود على منع تجارة الكبتاغون التي كانت تمثل مصدر تمويل كبيرًا لنظام الرئيس السابق بشار الأسد. وفي ظل ضغوط دولية متزايدة، تكثف القوى الأمنية اللبنانية من عملياتها لمكافحة إنتاج وتهريب هذه المخدرات، التي انتشرت على نطاق واسع في أسواق الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية.

جهود ضبط تهريب وتصنيع الكبتاغون في لبنان

أعلنت القوات اللبنانية عن تفكيك شبكة دولية تعمل على تهريب أعداد ضخمة من الكبتاغون والحشيشة، ونجحت بعد مراقبة دقيقة استمرت لأشهر في توقيف رئيس هذه الشبكة وعدد من شركائه، الذين كانوا على اتصال بأفراد في تركيا وأستراليا؛ فضلاً عن استعدادهم للتواصل مع جهات في الأردن. استهدفت هذه الشبكة نقل الكبتاغون والحشيشة عبر مرفأ بيروت، غير أن العملية أوقفت قبل الوصول إلى الميناء بفضل متابعة مستمرة. وقد تمكنت الشرطة من ضبط نحو 6.5 ملايين قرص من الكبتاغون بالإضافة إلى 720 كيلوغرامًا من الحشيشة، في إطار هذه العملية الأمنية الكبيرة.

تأثير ضبط الكبتاغون على الأمن اللبناني والإقليمي

تشكل تجارة الكبتاغون تهديدًا مستمرًا للأمن اللبناني والإقليمي، لا سيما في ظل العمليات المكثفة للتهريب التي كانت تدعمها سابقًا جهة سياسية في سوريا. في خطوة أخرى كشفت السلطات عن ضبط مستودع شمال لبنان يضم 8 ملايين قرص كبتاغون بقيمة تزيد عن 90 مليون دولار، مع إلقاء القبض على ثلاثة متورطين. كما أعلن الجيش اللبناني في يوليو تفكيك أحد أكبر معامل تصنيع الكبتاغون في شرق البلاد القريب من حدود سوريا، مما يعكس تصاعد جهود مكافحة هذه الجرائم المنظمة التي ترتبط بعلاقات عبر الحدود.

أهمية التعاون الدولي لمكافحة إنتاج وتهريب المخدرات في لبنان

تمثل الحدود اللبنانية السورية منطقة حيوية في شبكات تهريب المخدرات، وتتطلب مواجهة هذه الظاهرة تعاونًا أمنيًا دوليًا فعالًا، خاصة مع ارتباطات شبكات التهريب بدول مثل تركيا وأستراليا والأردن؛ إذ يشكل التنسيق بين هذه الدول ركيزة أساسية لكبح نشاطات التهريب المتعددة الطرائق. ويظهر نجاح السلطات اللبنانية في إفشال عمليات ضخمة وضبط كميات كبيرة من الكبتاغون دليلاً على فعالية العمل المشترك والتخطيط المسبق، رغم استمرار تدفق المخدرات وسط تحديات أمنية معقدة على الحدود.