الدولار الأمريكي يتعرض لأقوى موجة هبوط أمام العملات العالمية هذا الثلاثاء 16-9-2025

انخفض الدولار الأمريكي اليوم الثلاثاء 16-9-2025 مقابل العديد من العملات الأجنبية، مسجلاً تراجعًا قويًا قرب أدنى مستوى له خلال شهرين ونصف، وسط توقعات متزايدة بتخفيض مجلس الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة خلال هذا الأسبوع والمرحلة القادمة من التخفيضات. شهد الدولار هذا التراجع بالتزامن مع الدعوات المتكررة لتيسير السياسة النقدية، مما أثر بوضوح على تحركاته في الأسواق العالمية.

تأثير تخفيض مجلس الاحتياطي الاتحادي على تحركات الدولار الأمريكي اليوم

تزامن الانخفاض الحاد للدولار الأمريكي مع توقعات السوق بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار لا يقل عن 25 نقطة أساس خلال اجتماع الأربعاء المقبل، بينما اعتبرت الأسواق غير متفائلة بشأن احتمال خفض كبير يصل إلى 50 نقطة أساس؛ ويعود ذلك إلى تحليلات المستثمرين وتأثير قرارات المركزي الأمريكي على تدفق رؤوس الأموال. هذا التراجع يعكس بوضوح حالة الحذر التي تحيط بالسياسات النقدية، وهو ما دفع الدولار إلى الاقتراب من أدنى مستوياته أمام اليورو والجنيه الإسترليني. من جهة أخرى، لم تغب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن المشهد؛ إذ دعا مرارًا إلى تيسير السياسة النقدية بشكل كبير، مما ساهم في زيادة الضغط على “الأخضر”.

مستويات العملات الأجنبية مقابل الدولار الأمريكي وتأثير الانخفاض الأخير

خلال جلسة التداول الآسيوية، بلغ سعر اليورو نحو 1.1765 دولار، مقتربًا من مستوى يوم الثلاثاء الماضي الذي سجّل 1.1780 دولار وهو الأعلى منذ 28 يوليو، مما يعكس قوة متزايدة للعملة الأوروبية مقابل الدولار؛ أما الجنيه الإسترليني فقد وصل أمس إلى 1.3621 دولار لأول مرة منذ الثامن من يوليو قبل أن يستقر اليوم عند 1.3605. وانعكس تأثير منتصف التجارب هذه أيضًا على الدولار الأسترالي الذي هبط إلى 0.6672 دولار من 0.6674 في الجلسة السابقة، رغم أن هذا كان أعلى مستوى له منذ نوفمبر الماضي؛ بينما استقر الدولار أمام الين الياباني عند 147.42 ين، ما يعكس نوعًا من الاستقرار النسبي في هذه العملة.

تحليل توقعات الأسواق وأسعار الفائدة وأثرها المستمر على الدولار الأمريكي اليوم

لا يتوقف انخفاض الدولار الأمريكي اليوم عند حد معين بسبب استمرار التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيبقي على سياسة التيسير النقدي، وهو ما يترجم في رغبة الأسواق بخفض الفائدة بشكل متكرر خلال الفترة القادمة، ويظهر ذلك جليًّا في تراجع سعر الدولار مقابل العملات الأجنبية. كذلك، تعكس هذه الحالة تقييماً شاملاً لمستقبل الأداء الاقتصادي والمالي للولايات المتحدة وسط المتغيرات العالمية. يسعى المستثمرون إلى استغلال هذه التحركات البيان لتعزيز مراكزهم في عملات مثل اليورو والجنيه الإسترليني، مما يزيد من تعقيد المشهد ويضع الدولار تحت ضغط مستمر في ظل تراجع ثقة الأسواق.

تظهر تحركات الدولار الأمريكي اليوم أنه في قلب تقلبات الأسواق العالمية التي لا تزال تتفاعل مع إعلان البنك المركزي الأمريكي المقبلة، مما يفرض على المتابعين أخذ الحيطة عند تقييمهم لمراكزهم المالية والعملات الأجنبية؛ فالظروف الاقتصادية والسياسية تلعب دورًا رئيسًا في تحديد مسار الدولار وسط استمرار الضغوط التي تحيط به.