مبعوث «الأعمال الخيرية» يختتم مهمته في إيطاليا بخطوات تترك أثراً ملموساً

شهدت دولة الإمارات وإيطاليا تجاذبًا متزايدًا على صعيد التعاون الاقتصادي ودبلوماسية الأعمال، حيث شهدت سلسلة الزيارات الرفيعة المستوى إلى روما وميلانو تعزيز الشراكة المتنامية بين البلدين الصديقين في مجالات متعددة تشمل التجارة والابتكار والتنمية المجتمعية، ما يعكس أهمية إقامة علاقات استراتيجية تستند إلى المصالح المشتركة والطموحات الاقتصادية المتبادلة.

تعزيز الشراكة الاقتصادية بين الإمارات وإيطاليا في مجال دبلوماسية الأعمال

اختتم بدر جعفر، المبعوث الخاص لوزير الخارجية لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية، زياراته إلى إيطاليا التي هدفت إلى تعميق التعاون التجاري والاقتصادي، استكمالًا لزيارة الدولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى إيطاليا هذا العام، والتي شهدت توقيع اتفاقية استثمارية ضخمة بقيمة 40 مليار دولار أمريكي. تبرز دبلوماسية الأعمال الإماراتية كأداة حيوية لتعزيز علاقات الشراكة مع أوروبا، إذ تسعى الدولة لتوسيع التعاون عبر مختلف القطاعات، ما يعزز من فرص العمل المشترك في الصناعات المستقبلية ويقوي الالتزامات الثنائية.

رؤية متقدمة لتعزيز تدفقات الاستثمار بين الإمارات وإيطاليا

تتصف العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وإيطاليا بالقوة والحيوية، حيث بلغ حجم التجارة غير النفطية بينهما في عام 2024 حوالي 13.81 مليار دولار، مسجلة زيادة بنسبة 18.71% مقارنة بالعام السابق، مما يدل على ارتفاع الطلب وتنامي الفرص التجارية. أما الاستثمارات المتبادلة، فلها دور محوري في دعم النمو المستدام، فقد وصلت الاستثمارات الإماراتية في إيطاليا إلى نحو 178 مليون دولار في الفترة ما بين 2020 و2024، بينما بلغت الاستثمارات الإيطالية في الإمارات حوالي 602 مليون دولار. يعكس هذا الانسياب الاستثماري الثقة الكبيرة في قدرة الإمارات على أن تكون منصة إقليمية مميزة للنمو المدعوم بالابتكار والتطوير التقني.

فرص التعاون في الاقتصاد الإماراتي المدعومة بدبلوماسية الأعمال النشطة

تجلى أثر دبلوماسية الأعمال الإماراتية خلال لقاءات بدر جعفر مع قادة الأعمال والقطاع الحكومي والتمويل والخيري في روما وميلانو، حيث تم التركيز على مجالات ذات أهمية استراتيجية مثل تحول الطاقة، والبنية التحتية الرقمية، والذكاء الاصطناعي، وعلوم الحياة. وقد ساعدت هذه اللقاءات على تعميق الحوار المتعدد القطاعات، وتحديد فرص التكامل بين الجانبين وتسريع الشراكات البناءة، إلى جانب مناقشة مبادرات تجريبية في العمل الخيري لتعزيز مهارات الشباب وتطوير أنظمة الصحة بالتعاون مع مؤسسات إيطالية رائدة والقطاع الخاص. وتمخضت الاجتماعات عن صياغة إطار عمل استراتيجي يضمن استمرارية التعاون وتقدمه في المجالات الحيوية ذات الأولوية المشتركة، ما يعكس الدور المتزايد للدبلوماسية في تحقيق النمو المشترك والقيم الإنسانية.

واصل بدر جعفر التأكيد على الدور الحيوي لهذه الزيارة التي تعكس الزخم المتنامي بين دولة الإمارات وإيطاليا، مركزة على بناء شراكات عملية تحقق الفائدة المشتركة، وتأتي هذه المبادرات في سياق التوافق القائم بين اقتصاد الابتكار ورؤية الجمهورية الإيطالية، مع إبراز دور الإمارات كمنصة إقليمية للتعاون العالمي. وتمثل هذه الخطوات جزءًا من المساعي المتواصلة لدبلوماسية الأعمال في الإمارات لتعزيز تعاون دولي فعال ومستدام، بما يحقق القيم المشتركة ويعزز النمو الاقتصادي والتنمية المجتمعية.