«الإمارات للإفتاء» تكشف تفاصيل الإصدار الخاص بمؤتمر استيعاب المستجدات العلمية

يُعدّ الإصدار الخاص بأعمال وأبحاث المؤتمر العالمي الثاني «نحو الاستيعاب الشرعي للمستجدات العلمية» مرجعاً هاماً في الفقه المعاصر، حيث دَشنه الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، في نوفمبر 2023، ليجمع بين الفتوى الشرعية ومواجهة التحديات العلمية الحديثة بأسلوب منهجي وعلمي.

تعزيز الفتوى الشرعية في ضوء المستجدات العلمية الحديثة

يتضمن الإصدار خمسة مجلدات ضخمة، تتناول موضوعات حيوية تخص الاستيعاب الشرعي للمستجدات العلمية، فمن خلال تأصيل الفتوى ضمن إطار شرعي واضح، يُطرح كيفية التعامل مع القضايا الجديدة التي تتصل بالفضاء والمناخ ومسائل الطب وطب الأسرة، فضلاً عن القضايا التقنية مثل الذكاء الاصطناعي؛ إذ يعكس هذا المشروع توسعاً في فهم الفتوى الشرعية وتطويرها لمواكبة تقدم العصر ومستجداته المختلفة، بما يحقق توازناً بين الشرع والعلم الحديث.

جهود العلماء والباحثين في مواجهة تحديات المستجدات العلمية عبر الفتوى

جاء هذا الإصدار نتيجة تعاون مكثف بين نخبة من العلماء والباحثين والخبراء من مؤسسات إفتائية وطنية ودولية، حيث عملوا على تقديم اجتهادات فقهية مدروسة تراعى تحديات المستجدات العلمية بأسلوب علمي ومنهجي؛ فالبحث في هذه المواد لم يقتصر على الجانب الشرعي فقط، بل امتد لدراسة الأبعاد العلمية والاجتماعية، مما يجعل الفتوى أكثر قدرة على استيعاب التغيرات السريعة الناتجة عن التطور العلمي.

دور ورشة العمل في تأسيس لوائح وسياسات الفتوى العامة والخاصة

تزامن إطلاق الإصدار مع ورشة عمل هامة بعنوان «إعداد اللوائح والسياسات المتعلقة بالفتاوى العامة والخاصة»، والتي ركزت على وضع آليات واضحة لتنظيم الفتاوى في مختلف القضايا العلمية، مما يسهّل على المؤسسات الإفتائية إصدار الفتاوى بما يراعي المستجدات ويحقق الاتساق الشرعي المنضبط؛ وشكلت الورشة منصة لتبادل الأفكار والنقاش حول كيفية التعامل مع الإشكاليات الفقهية الناشئة جراء التقدم العلمي المستمر.

يلعب هذا الإصدار دوراً محورياً في تحديث الفتوى الشرعية بما يتناسب مع التغيرات العلمية المتسارعة ويساعد العلماء والمؤسسات على التعامل مع المستجدات بشكل فقهى واعٍ؛ مما يجسد حرص المؤسسات الإفتائية على التأقلم مع مختلف التقنيات والقضايا المعاصرة، واستثمار المعرفة الشرعية في صياغة حلول فقهية تراعي الظروف الراهنة.

• جمع أبحاث متنوعة حول المستجدات العلمية وربطها بالشريعة الإسلامية
• توفير إطار تنظيمي لوضع الفتاوى العامة والخاصة
• مد جسور التعاون بين المؤسسات الإفتائية الدولية
• النظر في القضايا الطبية والاجتماعية الحديثة من منظور شرعي

يبقى هذا الإصدار شهادة واضحة على سعي العلماء في مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي والمؤسسات المماثلة لتكامل الفقه مع تحديات العصر، معززاً قدرة الفتوى على استيعاب كل جديد في المجال العلمي بما يخدم المجتمع ويصون ثوابته.