رالف لورين: كيف تحوّل من الفقر والتنمر إلى أسطورة في عالم الثروة
تحقيق النجاح في عالم الموضة لم يكن سهلاً بالنسبة لرالف لورين، فقد بدأ رحلته كشاب فقير يحلم بأن يصبح مليونيراً، ليُصبح اليوم من أبرز رموز الموضة العالمية بثروة تقدر بنحو 13.1 مليار دولار حسب مجلة فوربس، وهذا النجاح ينبع من قصة حياة ملهمة قدمها من حي برونكس الفقير بنيويورك.
رحلة رالف لورين وتحقيق الحلم بقيادة علامة أزياء فاخرة
وُلد رالف لورين عام 1939 واسمه الأصلي رالف ليبشيتز في أسرة مهاجرة تعيش في ظروف متواضعة، مما دفعه للهروب إلى عالم السينما منذ الصغر حيث استلهم أحلامه من نجوم كبار مثل كاري غرانت وغاري كوبر؛ كانت هذه التفاصيل الخيالية بداية دخوله عالم الأزياء. في فترة المراهقة، غيّر اسمه إلى «لورين» بعدما تعرض للتنمر بسبب لقبه الأصلي، وكتب في كتاب تخرجه من مدرسة «ديويت كلينتون» عام 1957 هدفه الصريح بأن يصبح مليونيراً، ومع بداية حياته العملية عمل في متجر «بروكس براذرز» ككاتب، ثم جاءت نقطة التحول حين حضر مباراة بولو لم يلفته الحماس للعبة بقدر ما أسرته الطبقة الراقية التي تحيط بها، ما جعله يحلم بإطلاق علامة تجارية فاخرة تحمل روح الرفاهية.
بدايات «بولو رالف لورين» والتوسع في سوق أزياء الروابط والعلامات الفاخرة
انطلقت مسيرة رالف لورين في عام 1967 من مكتب صغير في مبنى «إمباير ستيت» بنيويورك، حيث حقق نجاحه الأول عندما طلب متجر «نييمان ماركوس» 1200 ربطة عنق من تصميمه؛ في وقت كانت الموضة تفضل البساطة والربطات الضيقة، خالف رالف العرف بابتكاره لتصاميم عريضة وملونة، مما أكسبه شهرة واسعة وساعده على تحقيق نصف مليون دولار مبيعات خلال سنة واحدة. لم يكتف بهذه الانطلاقة بل استمر في توسيع نطاق شركته التي طرحت للاكتتاب في عام 1997 مع حفاظه على 85% من قوة التصويت، ليبقى اليد العليا في السيطرة على إمبراطوريته، ثم ترك رئاسة الشركة عام 2015 ليستلم ابنه ديفيد زمام الابتكار والتسويق.
الأناقة والتنوع في حياة رالف لورين ودعمه لأبحاث سرطان الثدي
خارج حدود الموضة، عاش رالف لورين في منزل فاخر في جامايكا ولونغ آيلاند ومانهاتن، وامتلك مزرعة ضخمة في كولورادو إلى جانب واحدة من أندر مجموعات السيارات الكلاسيكية في العالم؛ وقد عبر عن شغفه قائلاً: «البعض يجمع الأعمال الفنية، أما أنا فأجد متعة مختلفة في امتلاك سيارة نادرة، فهي تمنحك جمال التصميم وروعة الرحلة معاً». لم يقتصر تأثيره على الجانب التجاري فقط، بل كان له دور إنساني بارز من خلال دعمه لأبحاث سرطان الثدي، حيث ساهم في عام 1989 بتأسيس «مركز نينا هايد لأبحاث سرطان الثدي» في جامعة جورجتاون، مؤكداً على أهمية رد الجميل للمجتمع.
العام | الحدث الرئيسي |
---|---|
1939 | ميلاد رالف لورين في برونكس، نيويورك |
1957 | وضع هدف الحياة بأن يصبح مليونيراً في كتاب المدرسة |
1967 | بدأ العمل بإطلاق «بولو رالف لورين» من مكتب صغير في نيويورك |
1997 | طرح الشركة للاكتتاب مع الاحتفاظ بنسبة 85% من قوة التصويت |
2015 | تنحي رالف لورين عن منصب الرئيس التنفيذي وتولي ابنه ديفيد القيادة |
1989 | تأسيس مركز نينا هايد لأبحاث سرطان الثدي بجامعة جورجتاون |
تجسد قصة رالف لورين نموذج الإصرار والتحول من الفقر إلى ثروة هائلة، حيث مثّل ذلك تفاعل الطموح مع المخاطرة والإبداع في عالم الأزياء، وجسّد ذلك علامة تجارية فاخرة تمزج بين التفرد والواقعية بامتياز، ليبقى اسمه مرتبطاً بأرقى تصاميم الروابط وأسلوب حياة الراقيين، ويستمر في الدفاع عن قيم إنسانية تعزز الأهداف النبيلة.