محمد رمضان يتصدر المشهد الفني بعد رحلة استثنائية من البدايات المتواضعة

محمد رمضان يُعتبر من أبرز النجوم الذين قدموا نموذجًا فريدًا يجمع بين التمثيل والغناء، ما جعله الاسم الأبرز في الساحة الفنية المصرية والعربية خلال السنوات الأخيرة. بدأت مسيرته من بدايات متواضعة في قنا، إذ شهد حياته الفنية مراحل متعددة أسهمت في بناء اسمه الذي أصبح يتردد بقوة باسم “نمبر وان” بين جمهوره، برغم الجدل الذي يحيط به أحيانًا.

نشأة محمد رمضان وبداياته الفنية المبكرة

ولد محمد رمضان محمود حجازي في 23 مايو 1988 بمحافظة قنا، قبل أن ينتقل مع أسرته إلى الجيزة التي نشأ وترعرع فيها، حيث أظهر منذ طفولته حماسًا ورغبة في التمثيل والمشاركة في الأنشطة المسرحية داخل المدرسة، وهو ما أبرز موهبته الفنية في وقت مبكر. التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لكنه لم يكمل دراسته نظرًا لانشغاله المبكر في العمل الفني، مما دفعه للتركيز على بناء مسيرة متينة ومتنوعة بدأت بأدوار صغيرة في مسلسلات مثل “السندريلا” عام 2006، حيث قام بدور الفنان الراحل أحمد زكي في شبابه، وهو دور أثار انتباه النقاد والمشاهدين على حد سواء، وشكل بداية انطلاقته الحقيقية.

الانطلاقة والشهرة التي عززتها كلمة “نمبر وان”

تُعد انطلاقة محمد رمضان الفنية الحقيقية مع فيلم “الألماني” عام 2012 من أهم المحطات التي أسست لشهرته، حين قدم دور شاب يعيش في أجواء الأحياء الشعبية الصعبة، مما أكسبه شعبية كبيرة وربط الجمهور بصورته “البلطجية” التي استمر في تقديمها في أعمال مثل “عبده موتة” و”قلب الأسد”. ومع ذلك، لم يقتصر محمد رمضان على هذا النمط فقط، بل عمل على تنويع أدواره، خصوصًا بعد نجاح مسلسل “الأسطورة” عام 2016، ووصلت شهرته إلى صدارة المشهد الفني مع إطلاق أغنيته الشهيرة “نمبر وان” عام 2018، التي صنفته كظاهرة غنائية إلى جانب كونه ممثلًا، حيث حققت الأغنية انتشارًا كبيرًا وأثارت نقاشات واسعة بين محبيه ومنتقديه.

تطور محمد رمضان الفنية بين التمثيل والغناء والجدل المستمر

لم تبقِ مسيرة محمد رمضان على التمثيل فقط، بل غاص في عالم الغناء بخطوات جريئة، مطلقًا عدة أغنيات ناجحة مثل “الملك”، “مافيا”، و”ثابت”، التي أسهمت في تعزيز شعبيته على مستوى الحفلات والمهرجانات، بالإضافة إلى تحقيق مشاهدات ضخمة على منصات التواصل. ومن جهة أخرى، كانت مسيرته مليئة بالجدل، خاصة بأسلوبه في الترويج الذاتي واستخدام صورته المثيرة للجدل، مثل احتكاكه بالمشاهير والمواقف الإعلامية التي أثارت انتقادات حادة، خاصة بعد ظهور صورته مع فنانين إسرائيليين، مما أدى إلى موجة من الانتقادات في مصر والعالم العربي. رغم ذلك، تمكن من الحصول على عدة جوائز كأفضل ممثل شاب ودرامي في مهرجانات مختلفة مما يؤكد قوة حضوره الفني. علاوة على ذلك، لم يغفل المسرح الذي كان له فيه حضور مميز من خلال أعمال مثل “أهلا رمضان”، التي جمعت بين الكوميديا والغناء.

يبقى محمد رمضان شخصية فنية تجمع بين النجاح والتحدي، حيث استطاع أن يخلق لنفسه مكانة متفردة في المشهد الفني، بين محبي التمثيل والغناء، وفي الوقت نفسه بين مثيري الجدل، ما يجعله نموذجًا مختلفًا يعكس ديناميكية وتغيرات الفن المعاصر، وهو يسير بخطى واثقة نحو مشاريع دولية تهدف إلى توسيع أثره خارج حدود الوطن العربي بشكل مستمر.