أسد سوداني يحقق شهرة هوليوودية ويغير مشهد استوديوهات مترو غولدوين ماير

اعتُبر أسد “جاكي” رمزًا من رموز شركة إنتاج وتوزيع الأفلام الأميركية مترو غولدوين ماير، حيث صار زئيره جزءًا لا يتجزأ من شعار الشركة التي هيمنَت على صناعة السينما في هوليود منذ الثلاثينات وامتدت شهرتها إلى ما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ما جعل زئير الأسد علامة مميزة في تاريخ السينما الكلاسيكية.

السيرة المهنية لجاكي وأهميته في صناعة الأفلام السينمائية

ظهر الأسد “جاكي” لأول مرة في إنتاج مترو غولدوين ماير عام 1928 في الفيلم الصوتي “ظلال بيضاء في البحار الجنوبية”، وهو أول أسد تسجل زئيره الشركة في شعارها الرسمي، حيث تم استخدام عدة تسجيلات مختلفة لزئيره الذي استُغرقت عملية تسجيله عدة محاولات وكُسرت فيها بعض الميكروفونات، حسب ما ذكرت مجلة فوربس. ولُقب جاكي بأنه كان ثاني أسد يشغل دور تميمة الشركة بعد الأسد “سلاتس”، وظل يظهر بشخصيته خلال الأفلام بالأبيض والأسود حتى عام 1956، كما ظهر في العناوين الملونة لفيلم “ساحر أوز” 1939.

برز جاكي في مقدمة شعار مترو غولدوين ماير قبل العديد من أفلام الرسوم المتحركة والأعمال السينمائية الأخرى من استوديو “يو بي لويركز”، وظهر بأسلوب ملون في عدة أفلام مثل “أطفال في أرض الألعاب” عام 1934، وكذلك في رسوم الكابتن والأطفال عام 1939 التي اتُبع فيها أسلوب الروتوسكوب لتحريك شعار الأسد.

على الصعيد الشخصي، استُقدم الأسد “جاكي” إلى الولايات المتحدة وهو في عمر عام واحد، وتربي في حديقة “سيلج” للوحوش، وهي أول حديقة حيوان مرتبطة بالسينما في لوس أنجلوس، حيث كان يتمتع بعلاقة وثيقة مع مدربه ميل كونتز الذي اعتبره شريكًا وليس مجرد أسد مدرب، فكان الاثنان يلعبان ويتمايلان معًا بحرية ومرح، ما أضفى طبيعة عفوية على عروض جاكي على الشاشة. وقد أكد ميل كونتز في كتابه “ممثلو الحيوانات البرية” أن بعض الحركات التي اشتهر بها جاكي كانت وليدة روحه المرحة، وليست تعليمات تدريبية صارمة.

أعمار الأسود الحيوانية في البرية والأسر والعلاقة بدور الأسد السينمائي

تشير الباحثة د. ريم أحمد العمراني من مركز الحياة البرية في السودان إلى فروقات واضحة في متوسط أعمار الأسود بين حياتها في البرية والأسر، حيث يبلغ متوسط عمر الأسد في البرية نحو 15 عامًا، بينما قد تصل فترة حياته في الأسر حتى 25 عامًا، بسبب ظروف الحماية والرعاية المختلفة من الأمراض والافتراس.

تُعد الأسود من الحيوانات الليلية المهددة بالانقراض، وقد سُجل أطول عمر لسيد الذئاب في الأسر حتى 29 عامًا، مع وجود روايات غير مؤكدة عن أسد سوداني يُدعى “جاكي” عاش لمدة 41 عامًا، وذلك رغم الشكوك المحيطة بدقة هذه المعلومة. وتضيف الباحثة أن اللبوة تعيش عادة أطول من الأسد، وأن الأسود تعيش ضمن مجموعات اجتماعية تسمى “برايد”، حيث تتولى اللبوات مهمة الصيد، بينما يحافظ الأسد على منطقته الجغرافية ويطرد المتعديين عليها.

تناولت دراسة بحثية تأثير نوعية الغذاء وفترات النوم على متوسط العمر لدى الأسود، حيث أشارت إلى أن قلة النوم تؤثر سلبًا على أمد حياة هذه الحيوانات وتقلصها، مما يعكس أهمية توافر بيئة طبيعية متوازنة للحفاظ على صحتها وعمرها.

جاكي المحظوظ: البقاء رغم الكوارث وتأثيره في الهوية السينمائية

لم تكن حياة الأسد “جاكي” خالية من المخاطر، فقد نجا من حوادث مروعة خلال جولاته في الولايات المتحدة، منها حادثتا قطارين، انفجار استوديو، زلزال لونغ بيتش عام 1933، وتحطم طائرة في منطقة نائية بأريزونا، حيث تُرك في قفصه لأربعة أيام دون طعام أو ماء قبل أن يتم إنقاذه، ما أكسبه لقب “الأسد المحظوظ”. شكّلت هذه الحوادث علامة فارقة حول شخصيته وأهمية وجوده كشعار حي لشركة مترو غولدوين ماير.

توفي جاكي في 26 فبراير 1935 عن عمر بلغ 20 عامًا نتيجة مشاكل في القلب، لكنه استمر في الظهور بعد مماته، حيث ظهر في بداية فيلم “قلوب الغرب” عام 1975، وفي الرسوم المتحركة لفيلم الملاهي ضمن شعار “إم جي إم يو إي” لإصدارات الفيديو عام 1993. كما شارك في أكثر من مئة فيلم، منها سلسلة أفلام طرزان الشهيرة وجلسة تصوير دعائية مع النجمة غريتا غاربو عام 1926.

شهدت أوائل ثلاثينيات القرن الماضي إصدارات معاد تحضيرها لأفلام صامتة كانت سباقة لشركة مترو غولدوين ماير، مع إضافة الموسيقى والأصوات المسجلة، حيث استُبدل شعار “سلاتس” بشعار جاكي، مما أدى إلى اعتقاد بعض النقاد بظهور شعار جاكي قبل عام 1928.

الوداع الأخير لجاكي في حديقة فيلادلفيا وتأثيره السينمائي الدائم

في عام 1931، تقاعد الأسد جاكي إلى حديقة حيوان فيلادلفيا، حيث قضى السنوات الأخيرة من حياته قبل أن يُعثر عليه ميتًا في 25 فبراير 1935 نتيجة مشاكل القلب، بعد حياة حافلة استمرت ما يقارب 20 عامًا محاطة بذكريات شهيرة في عالم السينما.

يحظى جاكي بذكرى حية باعتباره رمز القوة والرحمة في هوية شركة مترو غولدوين ماير التي أصبحت مقابلة بصورة الأسد وزئيره. وبالرغم من عدم منحه نجمة على ممشى هوليود، لا يزال زئير وشخصية جاكي من أيقونات هوليود التي توثق جزءًا من تاريخ السينما الكلاسيكية الخالد.

الحدث التاريخ الوصف
ظهور شعار الأسد جاكي أول مرة 1928 في أول فيلم صوتي لشركة مترو غولدوين ماير “ظلال بيضاء في البحار الجنوبية”
زلزال لونغ بيتش وحوادث أخرى 1933 تعرض جاكي لمجموعة من الحوادث الخطيرة منها انفجار وتحطم طائرة وبقاء في قفصه لأيام
تقاعد جاكي 1931 – حتى 1935 تقاعد إلى حديقة حيوان فيلادلفيا وقضى بها سنواته الأخيرة
توفى جاكي 25 فبراير 1935 توفي بسبب مشاكل في القلب عن عمر 20 عامًا

مراسل وصحفي ميداني، يركز على نقل تفاصيل الأحداث من قلب المكان، ويعتمد على أسلوب السرد الإخباري المدعوم بالمصادر الموثوقة لتقديم صورة شاملة للجمهور.