انضمام 8 بنوك مصرية إلى منصة الدفع الأفريقية “PAPSS” يفتح آفاقاً جديدة للتبادل المالي القاري

انضمام 8 بنوك مصرية إلى منصة الدفع الأفريقية PAPSS يعكس خطوة استراتيجية لتعزيز تسوية المدفوعات التجارية بالعملات المحلية بين مصر والدول الأفريقية، مما يقلل الاعتماد على الدولار ويُسرّع العمليات المالية عبر الحدود. هذه الخطوة تضفي أبعادًا جديدة على التجارة البينية وتنقل الاقتصاد المصري إلى آفاق أوسع ضمن القارة.

كيفية تأثير انضمام البنوك المصرية لمنصة الدفع الأفريقية PAPSS على التجارة

أعلن البنك المركزي المصري منح تراخيص رسمية لثمانية بنوك متنوعة تضم القطاعين العام والخاص للانضمام إلى منصة الدفع والتسوية الأفريقية PAPSS، ما يتيح تسوية المدفوعات بين الدول الأفريقية بالعملات المحلية دون الحاجة إلى الدولار، بدءًا من هذا الشهر. ومن المتوقع أن يكون أول بنك من هذه البنوك جاهزًا للعمل عبر المنصة بحلول سبتمبر، بينما يُنتظر الإعلان عن البنوك الأخرى تباعًا بعد استكمال الترتيبات الداخلية. هذا الانضمام يعكس توجه مصر نحو تقليل الاعتماد على الدولار في معاملات التجارة البينية، ويوفر فرصًا لزيادة حجم التبادلات التجارية بأمان وسرعة أكبر.

ما هي منصة الدفع الأفريقية PAPSS ومميزاتها في تسوية المدفوعات بالعملات المحلية

منصة PAPSS، التي أطلِقت رسميًا في يناير 2022، هي بنية تحتية حديثة لتسوية المدفوعات العابرة للحدود في الوقت الفعلي باستخدام العملات المحلية دون المرور بالدولار، وقد تم تطويرها بمبادرة من بنك التصدير والاستيراد الأفريقي بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي. تضم المنصة حاليًا 18 بنكًا مركزيًا وأكثر من 150 بنكًا تجاريًا بالإضافة إلى 14 مزود خدمات تحويلات. تسعى PAPSS إلى إطلاق سوق صرف عملات أفريقية عام 2025، لتبادل العملات المحلية وفق آليات السوق مما يساعد في تقليل تقلبات أسعار الصرف ويعزز سيولة العملات المحلية، مع توفير بيئة مالية أكثر استقرارًا لعقد المعاملات بين الدول الأفريقية. ويشير الخبراء إلى أن الانضمام لمنصة PAPSS يمكّن البنوك المحلية من إجراء التحويلات بشكل أسرع وأمن، ويخفف الضغط على الاحتياطي النقدي، مع فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية في القارة.

دور منصة الدفع الأفريقية PAPSS في تعزيز التجارة بين مصر والدول الأفريقية

سجلت التجارة بين مصر ودول الاتحاد الأفريقي زيادة ملحوظة حيث ارتفعت إلى 9.8 مليار دولار في عام 2024 مقابل 9.2 مليار دولار في 2023 بنسبة نمو 6.5%، وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وتتصدر ليبيا قائمة أكبر الدول المستوردة من مصر بحوالي 2 مليار دولار، تليها المغرب بـ 1 مليار دولار، ثم الجزائر بـ 996 مليون دولار، مع تواجد قوي لدول مثل السودان وتونس وكينيا وساحل العاج وغيرها. بالمقابل، ارتفعت واردات مصر من دول الاتحاد الأفريقي بنسبة 14.5% لتصل إلى 2.1 مليار دولار عام 2024 مقابل 1.8 مليار دولار في 2023. ورغم أن منصة PAPSS تُمكن من تسوية المدفوعات بين هذه الدول بالعملات المحلية، إلا أن تقلبات أسعار الصرف تبقى تحديًا مهمًا؛ إذ تحتاج الدول إلى أدوات تحوط مالية قوية لمواجهة المخاطر، وضمان استقرار عمليات الدفع وتعزيز الثقة بين المصِدرين والمستوردين في القارة.

الدولة قيمة الصادرات المصرية (مليون دولار) المرتبة
ليبيا 2000 الأولى
المغرب 1000 الثانية
الجزائر 996 الثالثة
السودان 866.2 الرابعة
تونس 372 الخامسة
كينيا 307 السادسة
ساحل العاج 251 السابعة
غانا 239 الثامنة
نيجيريا 151 التاسعة
مدغشقر 132 العاشرة

تسهل منصة الدفع الأفريقية PAPSS حركة التجارة بين مصر والدول الأفريقية، من خلال تسوية المدفوعات المحلية وتوفير آليات مالية متطورة تُقلل الاعتماد على الدولار، ما يعزز التكامل الاقتصادي ويُمكّن من مواجهة التحديات الناتجة عن تقلبات العملات، ويدعم نمو العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر وشركائها الأفارقة في السنوات القادمة.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.