برشلونة يعلم إنتر كيف يعيد إشعال حماسه في الموسم الجديد

بدأ موسم إنتر الجديد تحت وطأة آثار الموسم الماضي الذي شهد خسائر مؤلمة دون تحقيق أي لقب، مما جعل محبي “بينياماتا” يعيشون حالة من الإحباط العميق، إذ كانت التطلعات كبيرة لتحقيق الثلاثية وإعادة أمجاد الفريق، لكن الواقع انقلب إلى كابوس دام خسائر ثقيلة في المحافل المحلية والقارية.

نتائج موسم إنتر الماضي وتأثيرها على فريق “بينياماتا”

كان موسم إنتر الماضي مزيجًا من الانتكاسات التي لم تكن في حسبان جماهير النادي، خصوصًا بعد الخسارة الثقيلة بخماسية نظيفة أمام باريس سان جيرمان في نهائي دوري أبطال أوروبا؛ هذه النتيجة الفاضحة تمثل ذروة المعاناة التي مر بها النادي، فالفريق فشل في تحقيق الفوز ضد الغريمين التقليديين ميلان ويوفنتوس، وخسر الكأس في ديربي حاسم، إضافة إلى سقوط الدوري بسبب أخطاء داخلية وسيناريوهات مؤسفة مع لاتسيو. كل هذه الخيبات الجماعية رسخت شعور المرارة، وزادت من صعوبة التعافي النفسي للجهاز الفني واللاعبين، وتركت إرثًا سلبيًا أثر على سمعة إنتر وأدائه.

الأزمات الإدارية وتأثيرها على مستقبل “بينياماتا”

زاد من تعقيد المشهد الانتقالات الصيفية المضطربة التي تلت انتهاء الموسم، وخصوصًا رحيل المدرب سينيسا كيفو الذي كان محط ثقة كبيرة من الجماهير؛ إعلان مفاوضاته المتزامنة مع الهلال السعودي شكل صدمة كبيرة، خاصة مع غياب الشفافية من الإدارة، التي فشلت أيضًا في التعاقد مع خيارات قوية مثل أليجري وفابريجاس، لتنتهي الأمور بتعيين كيفو رغم خبرته المحدودة على مستوى السيري آ. هذا الارتباك في القيادة الفنية استمر بالتوازي مع المواقف المتوترة مع جماهير “الكورفا نورد” الذين قرروا مقاطعة مباراة الافتتاح أمام تورينو بسبب العقوبات القضائية التي طالتهم ومنعهم من حضور نهائي باريس، الأمر الذي أثر سلبًا على أجواء الدعم الجماهيري وغياب “التيفو” الذي يعكس عمق الأزمة التنظيمية.

إستراتيجية “بينياماتا” الجديدة بين الشباب والتحديات الراهنة

رغم تحقيق مكاسب مالية تجاوزت 130 مليون يورو، إلا أن خطة النادي لتجديد دماء الفريق لم تشهد ثورة حقيقية، فاستمر الحرس القديم في السيطرة على التشكيلة، إلى جانب إضافة عدد من اللاعبين الشباب الواعدين مثل بيو إسبوزيتو ولويس هنريكي وبيتار شوشيتش، اللذين يعول عليهم النادي لتعزيز خط الوسط والهجوم، لكن لم يتم بعد تأكيد جاهزيتهم لمنافسة النجوم القدامى على مواقعهم الأساسية. وعلى الصعيد التدريبي، ما يزال الشك قائمًا حول قدرة المدير الفني الشاب على تجاوز تركة الموسم الماضي الثقيلة، خاصة مع تراجع أداء بعض العناصر المعتادة وظهور معوقات ذهنية وجسدية انعكست على النتائج.

اللاعب العمر الدور المتوقع
لاوتارو مارتينيز 26 خط الهجوم الأساسي
نيكولو باريلا 27 محور الوسط
بيو إسبوزيتو 18 البديل الشاب الواعد
لويس هنريكي 21 تعزيز وسط الميدان

تُشير التحديات الحالية إلى ضرورة إعادة بناء الثقة والثبات داخل صفوف “بينياماتا”، فالضغط الجماهيري المتزايد والتوقعات المرتفعة تضغط على الإدارة والمدرب على حد سواء، ما يجعل مهمة التعافي ليست سهلة، خاصة مع استمرار بقاء عدة لاعبين يتعرضون لتراجع في الأداء وربما لا يتوافقون مع روح الفريق الجديدة.

عودة إنتر إلى “سان سيرو” لمواجهة تورينو تحمل رمزية كبيرة تتجاوز أهمية الثلاث نقاط، فهي تمثل اختبارًا في ظل الأزمات التي تراكمت، على الجميع أن يدرك أن مرحلة إعادة بناء الفريق الذي كان يوصف من قبل كأحد أفضل فرق أوروبا تحتاج إلى صبر وحكمة وحلول مبتكرة، ولا ينجح ذلك إلا بتوحيد الجهود بين اللاعبين والإدارة والجماهير، بعيدًا عن التوترات الداخلية والضغوط المتكررة التي قد تعيد الفريق خطوة إلى الوراء.

صحفي يغطي مجالات الرياضة والثقافة، معروف بمتابعته الدقيقة للأحداث الرياضية وتحليلاته المتعمقة، بالإضافة إلى اهتمامه بالجانب الإنساني في القصص الثقافية والفنية.