أسعار الحديد تتراجع عالميًا وسط تأثير القيود الصينية على القطاع الصناعي

تواصل أسعار الحديد العالمية الهبوط بشكل ملحوظ على الرغم من القيود الصينية المشددة على صناعة الحديد، حيث شهدت الأسواق تراجعًا متواصلًا خلال الأسابيع الأخيرة مع توقعات استمرارية انخفاض الطلب في قطاعات العقارات والبنية التحتية في الصين التي تمثل نصف الطلب العالمي.

أسباب تراجع أسعار الحديد رغم القيود الصينية

يلعب تباطؤ قطاع العقارات في الصين دورًا محوريًا في تقليص الطلب على الحديد، إذ يعاني هذا القطاع من ضعف استثمارات البناء الجديدة التي تؤثر بشكل مباشر على استهلاك الصلب والحديد، رغم الإجراءات الحكومية المضادة التي تم الإعلان عنها. كما أن الإنتاج الفعلي يفوق التوقعات؛ إذ تستمر بعض المصانع الصينية بإنتاج كميات كبيرة لتلبية العقود التصديرية، مما يثقل المعروض في السوق ويفاقم أزمة الفائض. إضافة إلى ذلك، تعتبر القيود المعلنة مثل الإغلاق المؤقت لبعض الأفران العالية وفرض قيود بيئية غير كافية لتحقيق توازن دقيق بين العرض والطلب على الحديد عالميًا.

الانعكاسات المحتملة لانخفاض أسعار الحديد على الأسواق المحلية

يُنتظر أن يُحدث انخفاض أسعار الحديد العالمي تأثيرات واضحة على الأسواق المحلية للدول المستوردة، حيث قد تؤدي هذه التراجعات إلى تقليل أسعار الحديد محليًا، مما يعزز تنافسية المنتجات المستوردة مقارنةً بالمنتجات المحلية. من جهة أخرى، قد يتعرض قطاع مصانع الحديد العالمي لضغوط كبيرة على الأرباح، لا سيما إذا استمر الاتجاه السعري الهبوطي لفترات طويلة، ما قد يدفع الشركات لإعادة النظر في استراتيجياتها الإنتاجية والتسويقية.

مستويات سعر الحديد الحالية عالميًا وتوقعاتها المستقبلية

يشهد خام الحديد بتركيز 62% في بورصة سنغافورة أسعارًا تتراوح بين 102 و105 دولارات للطن، وهو انخفاض يقارب 20% عن أعلى مستوياته المتوقعة في عام 2025، مما يعكس ضغوطًا مستمرة في السوق. ويُعزى هذا الانخفاض إلى عدة عوامل متشابكة، منها التباطؤ الاقتصادي الصيني والحاجات المتغيرة في السوق العالمى، مما يُبرز الحاجة لمتابعة التطورات عن كثب لاستشراف مستجدات السوق وتأثيرها على الأسعار ومستقبل صناعة الحديد.