مقاطعة كوكاكولا الشعبية تصيب أسواق تركيا وباكستان بخسائر مالية غير مسبوقة
تُظهر بيانات حديثة أن المقاطعة الشعبية لمنتجات شركات الغرب المرتبطة بإسرائيل تؤثر بوضوح على أداء شركة كوكاكولا إيشجيك في أسواق تركيا وباكستان، حيث انخفضت حصتها السوقية وأرباحها عقب أشهر من الحملات الداعية لمقاطعة منتجاتها بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
تراجع حصة شركة كوكاكولا إيشجيك في أسواق تركيا وباكستان
أظهرت التقارير أن حصة شركة كوكاكولا إيشجيك من سوق المشروبات الغازية في تركيا شهدت هبوطًا بنسبة 5% لتنال نسبة 54% فقط، مقارنة بالفترات السابقة التي كانت تحافظ فيها على حصص أكبر بكثير، وهذا يُعد مؤشرًا على تأثير المقاطعة على مبيعاتها بشكل ملموس، كما أن الوضع في باكستان لم يكن أفضل، حيث خسرت الشركة 4% من حصتها السوقية في هذا السوق الحيوي، مما أتاح المجال لمنافسين محليين لاستقطاب شريحة أكبر من المستهلكين. وعلاوة على تركيا وباكستان، امتدت آثار التراجع أيضًا إلى أسواق الأردن وأوزبكستان وقيرغيزستان، حيث كشفت تقارير الشركة عن انخفاض متنوع في المبيعات بتلك المناطق.
ارتداد صعود البدائل المحلية في مواجهة كوكاكولا إيشجيك
جاء هذا التراجع متزامنًا مع صعود ملحوظ للعلامات التجارية المحلية والإقليمية مثل “Cola Next” في باكستان و”Mojo” التابعة لشركة “أكيج فود” في بنجلاديش، التي أصبحت تدريجيًا بدائل حقيقية ترتكز على دعم المستهلكين للموقف الشعبي المؤيد للقضية الفلسطينية، مما أدى إلى اقتطاع جزء معتبر من الحصة التقليدية لشركة كوكاكولا إيشجيك. ويؤكد حسنين مالك، رئيس أبحاث استراتيجيات الأسهم في “تليميـر تكنولوجيز”، أن هذا التحول في سلوك المستهلكين لم يعد مجرد دعوات رمزية، بل تحولًا حقيقيًا يفرض نفسه على السوق، ويمنح الشركات المحلية فرصًا كبيرة للنمو في ظل استمرار التصور السلبي تجاه العلامات الغربية.
الأثر المالي وخسائر شركة كوكاكولا إيشجيك في ظل المقاطعة الشعبية
عانت كوكاكولا إيشجيك من تراجع مالي واضح، حيث سجلت الشركة انخفاضًا بنسبة 31% في صافي أرباحها خلال الربع الثاني من عام 2025، بمقدار 5.1 مليار ليرة تركية، ما يعادل نحو 124 مليون دولار، وهذا يمثل تأثيرًا مباشرًا للمقاطعة على أداء الشركة. ورغم أن النتائج جاءت أفضل قليلاً من توقعات المحللين، إلا أنها تعكس ضغطًا متواصلًا في بيئة تشهد تصاعدًا في الحملات الشعبية. ومن جانبه، أقر الرئيس التنفيذي كريم ياهي بأن للمقاطعة أثرًا ملموسًا لكنه أشار إلى أن الظروف الاقتصادية العامة تلعب دورًا في تلك الأرقام. ويتفق الخبراء على أن ظروف كوكاكولا إيشجيك تمثل دليلًا قويًا على قدرة المستهلكين على توجيه رسائل واضحة للشركات العالمية من خلال المقاطعة، فحتى وإن تحتفظ الشركة بمكانة متقدمة في أسواق آسيا الوسطى والشرق الأوسط، فإن حمايتها المطلقة للعائدات بدأت تتآكل، وعاد الوعي الاستهلاكي وظهرت بدائل محلية لاستغلال هذه الفرصة. ويضيف أليكس دري، مدير أبحاث الأسواق الناشئة في “جيمي كريديت”، أن غالبية المستهلكين الذين أرادوا مقاطعة المنتجات الغربية قد فعلوا ذلك بالفعل، موضحًا إمكانية عودة المبيعات بعد انتهاء الحرب نظرًا لقوة العلامة التجارية التي تتميز بها كوكاكولا وصعوبة أن يحدث تحول واسع مستدام لصالح البدائل المحلية.
السوق | نسبة التراجع في حصة كوكاكولا إيشجيك | المنافس المحلي الصاعد |
---|---|---|
تركيا | 5% | لا يوجد منافس محدد ذكر |
باكستان | 4% | Cola Next |
بنجلاديش | لم تُحدد نسبة | Mojo (أكيج فود) |
الأردن، أوزبكستان، قيرغيزستان | تراجع متفاوت | غير محدد |
- تراجعت مبيعات “كوكاكولا إيشجيك” في أكثر من سوق بآسيا والشرق الأوسط.
- المستهلكون يتجهون للعلامات المحلية الداعمة للقضية الفلسطينية.
- الضغوط الاقتصادية العامة تزيد من تعقيد الوضع الحالي للشركة.