السلام يستحيل مع العدوان.. ومستقبل غير مضمون لنظام يعزز المواجهة والإقصاء
شهد منتدى هيلي السنوي في نسخته الثانية مناقشات حيوية حول إعادة ضبط النظام الدولي من خلال مجموعة محور التجارة والتكنولوجيا والحوكمة، حيث أكد المشاركون أهمية تبني الدول نهجاً مرناً للحفاظ على سيادتها وسط التحولات العالمية المتسارعة، مع تمسك دبلوماسي بالسلام كرافد أساسي لاستقرار المنطقة.
دور الدبلوماسية في صون السيادة والسلام ضمن محور إعادة ضبط النظام الدولي
أبرزت فعاليات المنتدى أهمية الدبلوماسية في تعزيز السلام الإقليمي والحفاظ على سيادة الدول في نظام دولي يشهد تحولات عميقة، حيث أكدت وزيرة الدولة، لانا نسيبة، أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يُبنى على العدوان أو أن يدوم نظام مبني على الإقصاء والمواجهة؛ لهذا يجب أن يكون الحوار والدبلوماسية الركيزة الأساسية لأي تحرك إقليمي أو دولي. وشددت على أن مستقبل فلسطين يشكل محوراً أساسياً لأي سلام مستدام في الشرق الأوسط، مؤكدة رفض الإمارات القاطع لمحاولات فرض السيادة على الأراضي الفلسطينية، وهو ما تم اعتباره «خطاً أحمر»، كما نبهت إلى خطورة تأثير الجهات غير الحكومية والجهات الداعمة لها في تأجيج حالة عدم الاستقرار داخل المنطقة، الأمر الذي يتطلب ميثاقاً إقليمياً يعزز مكاسب شعوب المنطقة ويقلل من آثار النزاعات بالوكالة.
مشاركة الإمارات وجهودها الدبلوماسية في إعادة ضبط النظام الدولي عبر التكنولوجيا والتجارة
أشار الدكتور سلطان النعيمي، مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إلى المكانة المرموقة التي تحظى بها الإمارات في مسار دبلوماسية فعالة تميزت بحضور كبار الوزراء وصناع القرار والمفكرين، الأمر الذي يعكس دور الإمارات كمنصة رائدة للحوار والتواصل الدولي بناءً على تاريخ طويل من التبادل الثقافي والسياسي. كما أكد نيكولاي ملادينوف، المدير العام لأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، أن التكنولوجيا تحولت من شأن تقني ضيق إلى عنصر حاسم يعيد تشكيل موازين القوة الدولية، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي والابتكار، كما أشار إلى الحاجة الماسة لتعاون عالمي يضمن الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات بما يخدم السلام والتنمية، مما يعكس الدور الديناميكي للإمارات كقوة دبلوماسية تؤثر في رسم مستقبل النظام الدولي.
التحديات القانونية والأخلاقية للتكنولوجيا ودورها في استقرار النظام الدولي
تضمنت مناقشات المنتدى التأكيد على ضرورة تطوير أطر قانونية وأخلاقية لمواجهة التحديات التي تفرضها التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والخوارزميات، بحسب ما أوضحه الدكتور نارايانابا جاناردان، مدير إدارة البحوث والتحليل بأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية. حيث تضيف هذه التقنيات أبعاداً جديدة تعيد تعريف مفهومي الحرب والسلام في العصر الرقمي، مما يفرض مراجعة القوانين الدولية الانسانية لتضمين استخدام تكنولوجي مسؤول يحافظ على القيم الإنسانية الأساسية. وناقش حضور المنتدى أهمية التعاون الدولي وبناء شراكات عابرة للحدود لمسألة التقدم التكنولوجي وإدارته لتحقيق استقرار وازدهار عالمي. كما استعرض المشاركون محور الجيوتكنولوجية، الذي يتناول تأثيرات التحولات التكنولوجية، بما في ذلك الحوسبة الكمية والروبوتات، على الأمن الوطني، التنافسية الاقتصادية، والعلاقات الدولية، مؤكدين التزامات مشتركة لتوظيف هذه التقنيات لصالح التنمية والسلام.
- التركيز على استدامة سيادة الدول في ظل تحولات النظام الدولي
- تعزيز دور الدبلوماسية في إحلال السلام الإقليمي
- توفير أطر قانونية وأخلاقية لاستخدام التكنولوجيا الحديثة
- تشجيع التعاون الدولي عبر منصات حوار متخصصة
- ترسيخ مكانة الإمارات مركز دبلوماسي إقليمي وعالمي