أذكار النوم وكيف تساهم في تهدئة النفس وتهيئة الروح لنوم هادئ

تُمثل أذكار النوم وسيلة فعالة لتحقيق راحة النفس وطمأنينة الروح قبل الاغتسال في نعيم النوم، فهي تُعيد إلى القلب السكينة وتُحصّن الجسد ضد الأذى أثناء سُبات الليل، وتجعل النفس مطمئنة في عوالم الغفوة العميقة. النوم من النعم الباهرة التي منحنا الله إياها، وهو رحمة متجددة تُجدد النشاط بعد ساعات التعب والسعي، كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا﴾، وهذه الآية تبرز عظمة النوم كآية من آيات الله التي تبرز قدرته الفائقة في تنظيم حياة الإنسان وضبطها.

أفضل أذكار النوم التي تحفز الطمأنينة وتضمن الحماية الروحية

حرص النبي محمد صلى الله عليه وسلم على تعليم أمته أذكار النوم التي تُشعر القلب بالسكينة وتقي من الشرور، وهي عبادة روحية تلازم المسلم قبل بداية غمرته في النوم، وتُستحب للمداومة على قولها قبل الخلود إلى الفراش. من أبرز هذه الأذكار قول: “اللهم باسمك أحيا وأموت” عند الدخول للنوم، كما يُستحب قول الحمد في الصباح: “الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور”، لأنهما تربطان الروح بالله في لحظات الضعف وانقطاع الوعي. كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر والتسبيح ثلاثاً وثلاثين مرة لكل من: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر أربعاً وثلاثين مرة، وهذا يُغذي الروح بإحساس الامتنان والتوبة.

سنن النوم: خطوات عملية لأذكار النوم تعزز الطمأنينة وتحصّن الجسد

اتباع خطوات محددة أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يساهم في تعميق الراحة النفسية قبل النوم ويجعل أذكار النوم أكثر تأثيرًا، ومنها تنفيض الفرش ثلاث مرات قبل الاضطجاع، وقول: “باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه”. ينصح أيضًا بقراءة المعوذات الثلاث (الإخلاص، الفلق، الناس) ثلاث مرات، مع النفث في اليدين ومسحهما على الجسم لتعزيز الحماية الروحية. بالإضافة إلى ذلك، قراءة آخر آيتين من سورة البقرة من السنن المؤكدة، فقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن من قرأهما في ليلة كُفّاه شرها. النوم على وضوء والاستلقاء على الجانب الأيمن مع التوجه بالدعاء: “اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك…” يُعد من الطقوس النبوية التي تهيئ الإنسان للنوم بطمأنينة.

الدعاء المرتبط بأذكار النوم: حماية دائمة وبركة مستمرة طوال الليل

لا تكتمل أذكار النوم دون الالتزام بدعاء آية الكرسي لما لها من فضل عظيم، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح”، مما يزيد شعور المسلم بالأمان والسكينة. كما يستحب ترديد الدعاء: “اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك” ثلاث مرات لضمان الوقاية من عذاب الله يوم القيامة. ورد في الأحاديث أيضًا أدعية جامعّة كقول: “اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم… اقض عنا الدين وأغننا من الفقر”، التي تلتمس فيها الرحمة والغنى والسداد من الله. قراءة سورة الكافرون قبل النوم كذلك تُؤكّد البراءة من الشرك، وتُعزّز الطمأنينة الروحية.

  • ينفض المسلم فراشه ثلاث مرات قبل النوم
  • يقول ذكر “باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه”
  • يقرأ المعوذات ثلاث مرات مع النفث في اليدين ومسح الجسم
  • ينام على وضوء ويستلقي على شقه الأيمن
  • يكرر التسبيح (سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر) قبل النوم
  • يحافظ على قراءة آية الكرسي يوميًا
  • يردد الأدعية النبوية الثلاثية مثل: “اللهم قني عذابك…”

المحافظة على أذكار النوم بصورة منتظمة تمثل حماية روحية ومصدرًا دائمًا للراحة النفسية، فهي ليست مجرد كلمات تُقال بل هي قربة إلى الله تملأ القلب بالسكينة وتنقله إلى عالمٍ من الطمأنينة. بهذا الالتزام تصبح لحظات النوم مرحلة سلام داخلي يمنح الإنسان قوة لاستقبال يوم جديد بروحٍ متجددة ونفس نقية.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.