السعودية: اختصاصيان يقدّمون نصائح فعالة للطلاب للتغلّب على قلق المدارس عبر «عكاظ»

تعيش الكثير من العائلات حالة التوتر والقلق مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، إذ يواجه الأطفال تحديات نفسية عند الانتقال من أجواء الإجازة إلى روتين المدرسة، لذلك يعدّ تهيئة الطفل نفسيًّا للعودة إلى الدراسة أمرًا ضروريًا لتخفيف هذا القلق وتحقيق تأقلم سلس.

كيفية تهيئة الطفل نفسيًا للعودة إلى الدراسة وتقليل قلق الانفصال

تهيئة الطفل نفسيًا للعودة إلى المدرسة تبدأ بخطوات بسيطة ولكنها فعالة تمنح الطفل شعورًا بالأمان والاستعداد للتغيير القادم، وهذا يتمثل في وضع جدول يومي يشبه أيام الدراسة بفترات نوم واستيقاظ محددة وتنظيم استخدام الأجهزة الإلكترونية، مما يساهم في تقليل القلق ويحول العودة للمدرسة إلى أمر طبيعي وروتيني؛ فالصغار لا يتعاملون جيدًا مع قلق الانفصال عن الوالدين الذي يظهر غالبًا عند دخول مرحلة الحضانة أو الروضة، ويُلاحظ ذلك في بكاء الصباح، رفض ارتداء الزي المدرسي، أو شكاوى جسدية كآلام الرأس والبطن، وهذه السلوكيات تحتاج إلى تدرج في التعاطي مع الطفل عبر مرافقة قصيرة في الأيام الأولى وتوديع هادئ مليء بالطمأنينة؛ كما يُنصح بتشجيع بناء صداقات جديدة داخل المدرسة مع ضرورة تجنب مرافقة الأم أو المربية إلى داخل الصف، لأن ذلك يعزز من اعتماد الطفل ويزيد شعوره بالقلق.

أهمية الشراكة بين الأسرة والمدرسة في دعم الطفل نفسيًا خلال العودة للدراسة

تُعتبر العلاقة بين الأسرة والمدرسة شراكة حيوية في دعم الطفل نفسيًا لتجاوز مرحلة العودة للدراسة بأقل قدر ممكن من التوتر، حيث يجب على الأهل التواصل المستمر مع المعلمين لمعرفة سلوكيات أبنائهم داخل الصف، والتأكد من أن المدرسة تتفهم احتياجات الطفل النفسية والاجتماعية، وتُظهر مرونة في التعامل مع الطلاب الجدد أو المتوترين، فتقديم الدعم النفسي والتربوي لهم يقود إلى تحسين تجربتهم واندماجهم الصحي داخل بيئة التعلم؛ إلى جانب ذلك يحتاج الطلاب إلى تعلم مهارات التكيف مثل التعبير عن المشاعر بالكلمات، ممارسة استراتيجيات الاسترخاء البسيطة، ووضع أهداف صغيرة يومية تعزز ثقتهم بأنفسهم، فتلك الممارسات تقلل من مستويات القلق وتساعد في تكوين علاقة إيجابية بين الطفل والمدرسة.

إرشادات عملية من الخبراء للحفاظ على صحة الطفل النفسية والجسدية مع بداية الدراسة

يؤكد استشاري الطب النفسي الدكتور أحمد الألمعي واستشاري طب الأسرة الدكتور محمد بكر صالح على أهمية عدة إرشادات عملية لدعم صحة الطفل النفسية والجسدية في فترة العودة، منها إجراء حوار مفتوح مع الطفل حول مشاعره تجاه المدرسة وزيارة المدرسة قبيل بدايتها، وتحضير المستلزمات المشتركة لتعزيز شعور المسؤولية؛ كما يُنصح بالنوم الصحي والمنتظم وعدم إرباك الساعة البيولوجية بتجنب السهر، خصوصًا خلال الإجازات الأسبوعية، وأهمية تناول فطور صحي غني بالمغذيات قبل الذهاب للمدرسة مع الحرص على شرب الماء بكمية كافية لمنع الأعراض المرتبطة بالحرارة المرتفعة؛ بالإضافة إلى تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية لتفادي المشكلات الصحية الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات؛ أما في حالات قلق الانفصال المفرط أو رفض المدرسة المستمر فيجب الاهتمام بالجانب النفسي والتوجه للاستشارة المتخصصة التي قد تشمل العلاج السلوكي المعرفي، لا سيما إذا كانت هناك صعوبات في التعلم أو التنمر أو اضطرابات نفسية تحتاج تدخلاً مهنيًا.

الإجراء التوصية
تهيئة الطفل نفسيًا وضع جدول يومي يشبه أيام الدراسة، نوم واستيقاظ منتظم
تعامل مع قلق الانفصال مرافقة قصيرة، توديع هادئ، تشجيع بناء صداقات
الشراكة بين الأسرة والمدرسة تواصل مستمر مع المعلمين، دعم نفسي وتربوي من المدرسة
تعليم مهارات التكيف التعبير عن المشاعر، الاسترخاء، أهداف يومية صغيرة
النوم والتغذية نوم منتظم، فطور صحي، شرب الماء بانتظام
تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية تحديد وقت استخدام بجانب النشاطات المفيدة

تجهيز الطفل نفسيًا وجسديًا للدراسة، بالإضافة إلى التعاون بين الأسرة والمدرسة، يرسخ لدى الطفل شعور الثقة بالأجواء الجديدة ويقلل من حالات الرفض والقلق، مما يدعم تقدمه الأكاديمي والاجتماعي دون أن تتحول تجربة العودة للدراسة إلى عبء نفسي؛ فعندما تُراعى هذه الجوانب فإن الطفل يصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات اليومية في المدرسة ويستفيد من فرص التعلم التي توفرها البيئة التعليمية.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة