رحيل الشيخ محمد الزامل: خسارة كبيرة في عالم الأعمال السعودي

انتقل إلى رحمة الله الشيخ محمد بن عبدالله العلي الزامل، الذي عرف بسيرته الحافلة بالبذل والعطاء، حيث أُديت الصلاة عليه عقب صلاة العصر في جامع الملك فهد بمدينة الخبر، ووري جثمانه الثرى في مقبرة الثقبة. شهدت حياة الشيخ مواقف كثيرة من الدعم الخيري وروح التعاون المجتمعي التي شكلت جزءًا أصيلًا من إرثه.

الشيخ محمد الزامل وإسهاماته في العمل الخيري وتعزيز روح التعاون

ولد الشيخ محمد بن عبدالله العلي الزامل عام 1349هـ في مدينة عنيزة، ونشأ في بيئة أسرية متماسكة ترتكز على المحبة والتعاون والقيم الأصيلة، قبل أن ينتقل إلى البحرين ثم يستقر في الخبر والدمام، حيث شارك عائلته في ممارسة التجارة. تميز الفقيد بسيرته الحافلة بالبذل والعطاء، إذ كان ملتزمًا بدعم الجمعيات الخيرية ومساندة المحتاجين، كما سعى لتعزيز روح التعاون والمحبة في مجتمعه. لم يكن مجرد متبرع فقط، بل كان حاضرًا بدعمه الفعلي ونصحه المستمر في اللقاءات الأسرية الدورية التي كان حريصًا على حضورها، مؤكدًا أهمية تماسك الأسرة ووحدة المجتمع.

دور الوقف وإسهامات الشيخ الزامل في توسيع دائرة الخير

شكل العمل الخيري محورًا رئيسيًا في حياة الشيخ محمد الزامل حيث أسس مبادرات لإنشاء أوقاف عائلية تدعم المجتمع بشكل دائم. كان يرى أن الوقف وسيلة مستدامة لنشر الخير والعمل الخيري، فخصص مبالغ ضخمة لصالح أوقاف الأسرة، مؤمنًا بقيمة التكافل والتعاون بين أفراد العائلة. وقد شملت مساهماته تأسيس صندوق خاص لتغذية الأوقاف، مما ساعد على توسيع دائرة الخير لتشمل العديد من المستفيدين، مثل الطلاب والنساء والأيتام والفقراء. كما دعمت هذه الأوقاف مشروعات إنسانية وخدمية متنوعة في داخل المملكة وخارجها، ما جعل للوقف أثر دائم وملموس في المجتمع.

أثر الشيخ محمد الزامل في العمل الخيري وإرثه المستمر عبر الأجيال

أكد الشيخ محمد الزامل دائمًا أن الوقف يعد صدقة جارية تلهم العطاء الدائم بعد الرحيل، وأن إدارته بشكل جماعي بين أفراد الأسرة تعزز ارتباط العائلة وتوسع نطاق العطاء. كان حريصًا على إدارة أموال الوقف بحكمة ليستمر تأثيرها الإيجابي على المجتمع لأجيال قادمة، مما يعكس فهمًا عميقًا لأهمية التكافل الاجتماعي والقيم الإسلامية في دعم محتاجي الوطن. ترك الشيخ أثراً عميقًا بكرمه وعطاءه، حيث شكل قدوة في سبيل العمل الخيري، ولا تزال مبادراته تستمر في خدمة المحتاجين وتعزيز البذل في المجتمع.