الغاز الصخري في 3 دول عربية يفتح أبواب استثمار واسعة أمام الشركات الأميركية

يشهد الغاز الصخري في العالم العربي اهتمامًا متزايدًا من أكبر شركات الطاقة الأميركية، إذ تمتلك دول مثل الجزائر وليبيا ومصر احتياطيات هائلة تُصنّف بين الأكبر عالميًا، ما يفتح آفاقًا واسعة للاستثمار ويعزز مكانة المنطقة في سوق الطاقة الدولي. وتشكل هذه الموارد فرصة استراتيجية تستقطب اهتمام شركات كبرى مثل إكسون موبيل وشيفرون وأباتشي، مدفوعةً بموقعها الجغرافي وبنيتها التحتية، إلى جانب الحاجة الأوروبية المتزايدة بعد أزمات الطاقة الأخيرة.

تطورات الغاز الصخري في الجزائر وأهميته الاقتصادية

تقترب الجزائر من توقيع صفقة كبيرة مع شركتي إكسون موبيل وشيفرون، تهدف إلى تطوير موارد الغاز الصخري التي تبلغ نحو 707 تريليونات قدم مكعبة، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، ما يجعل الجزائر ثالث أكبر دولة تمتلك احتياطيات قابلة للاستخراج على مستوى العالم. وأوضح سمير بختي، رئيس الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات، أن المفاوضات بين الحكومة والشركتين الأميركية حققت تقدمًا ملحوظًا في الجوانب التقنية، بينما لا تزال النقاط التجارية قيد النقاش، مع توقع عقد الاتفاق النهائي في القريب العاجل. وتعتمد الجزائر على حلول تقنية متطورة للتغلب على التحديات البيئية، مع خطط لجمع البيانات واختبار الإنتاج خلال فترة تتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام، بهدف ربطها بالبنية التحتية القائمة. وتُقدّر قيمة الاستثمارات المرتقبة بنحو مليار دولار، تُمنح مباشرًة للشركات الأميركية لضمان التمويل والخبرة اللازمة. وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف الاستثمار بسبب تركز الغاز الصخري في مناطق نائية، فإن الجزائر تستفيد من شبكة خطوط نقل تربطها مباشرة بأوروبا، ما يعزز قدرتها على تصدير هذا الغاز بسهولة.

الفرص والتحديات في استغلال الغاز الصخري في ليبيا

في ليبيا، دخلت المؤسسة الوطنية للنفط في حوارات مع شركة شيفرون الأميركية في لندن، لبحث فرص تطوير قطاع النفط والغاز الصخري، في إطار خطط طموحة لرفع إنتاج النفط الخام إلى مليوني برميل يوميًا، وزيادة صادرات الغاز. وتُقدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية احتياطيات ليبيا من الغاز الصخري بحوالي 942 تريليون قدم مكعبة، منها 122 تريليون قابلة للاستخراج تقنيًا، بالإضافة إلى 18 مليار برميل من النفط الصخري. وتتركز هذه الموارد في ثلاثة أحواض رئيسة هي غدامس، وسرت، ومرزق، وهي مناطق ذات أهمية استراتيجية. وتُظهر مشاركة شيفرون جدية واستعدادًا للعودة إلى السوق الليبية بعد غياب طويل، حيث تقدمت ضمن 37 كيانًا للمشاركة في أول مناقصة لاستكشاف النفط والغاز منذ سنوات. ومن المتوقع أن تفتح عودة شيفرون بابًا جديدًا أمام استغلال الغاز الصخري في ليبيا، مع آثار اقتصادية واستثمارية واضحة.

مكانة مصر في قطاع الغاز الصخري واستثمارات الشركات الأميركية

تمتلك مصر احتياطيات كبيرة من الغاز الصخري، تقدر بنحو 536 تريليون قدم مكعبة، منها 99 تريليون قابلة للاستخراج تقنيًا، يتركز معظمها في الصحراء الغربية. وعززت مصر فرصها في هذا المجال من خلال تعاونها مع شركات أميركية مثل أباتشي، التي حصلت مؤخرًا على موافقة للتوسع في مساحات امتيازها بنحو مليوني فدان إضافيَين. وعبّر جون كريستمان، الرئيس التنفيذي لأباتشي، عن أهمية السوق المصرية، مشيرًا إلى تجاوزه التوقعات في إنتاج الغاز ورفع التوقعات الخاصة للنصف الثاني من العام. وتعمل الشركة ضمن شراكة قوية مع وزارة البترول المصرية عبر شركة “خالدة للبترول” التي تعد الذراع المشتركة لإتمام عمليات الاستكشاف والإنتاج. وفي خطوة أخرى لتعزيز استغلال الغاز الصخري، تخطط شركة كايرون إنرجي لاستقدام تقنية حفر هيدروليكي مطورة تقلل التكاليف البيئية، مما يساهم في تنشيط القطاع وزيادة الإنتاج بطريقة مستدامة.

مستقبل الغاز الصخري في الدول العربية وفرص الاستثمار

تُشكّل احتياطيات الغاز الصخري في الدول العربية، لا سيما الجزائر وليبيا ومصر، جزءًا مهمًا من معادلة الطاقة العالمية، حيث تتجاوز مجتمعة أكثر من 2.1 كوادريليون قدم مكعبة من الموارد. ويؤكد الخبراء أن استغلال هذه الثروات يتطلب تقنيات متقدمة واستثمارات ضخمة، بالإضافة إلى بيئة استثمارية محفّزة لجذب الشركات العالمية. وتمثل هذه الموارد فرصة لتعزيز الصادرات وتحقيق الأمن الطاقي على المستويين الإقليمي والدولي، في ظل تزايد المنافسة العالمية على مصادر الطاقة غير التقليدية.

الدولة الاحتياطيات الإجمالية (تريليون قدم مكعبة) الاحتياطيات القابلة للاستخراج (تريليون قدم مكعبة) مواقع رئيسة
الجزائر 707 غير محدد بدقة مناطق نائية، بنية تحتية متصلة بأوروبا
ليبيا 942 122 غدامس، سرت، مرزق
مصر 536 99 الصحراء الغربية

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة