أسعار البن ترتفع عالمياً وتهدد وصول فنجانك المفضل بأسعار مستقرة

ارتفعت أسعار البن في الأسواق العالمية بشكل غير مسبوق خلال الفترة الأخيرة، نتيجة التأثيرات المباشرة للتقلبات المناخية التي أدت إلى تراجع محصول حبوب البن في الدول الكبرى المنتجة مثل البرازيل وفيتنام، مما دفع أسعار القهوة إلى مستويات قياسية جديدة.

تطور أسعار القهوة اليوم وتأثيراتها على الأسواق العالمية

أظهرت بيانات حديثة من «مكتب إحصاءات العمل الأمريكي»، نقلتها وكالة بلومبرج، أن أسعار البن المحمص المطحون في الولايات المتحدة وصلت إلى مستوى 8.41 دولار للباوند، ما يشكل زيادة بنسبة 33% مقارنة بالعام السابق، ويعتبر هذا الرقم الأعلى منذ يوليو الماضي؛ حيث تقترب أسعار القهوة العالمية من أعلى مستوياتها خلال خمسين عامًا، مسجلة ذروتها في فبراير. وتشهد أسعار جميع أنواع البن، سواء المحمص أو الفوري، ارتفاعات سنوية بلغت 14%، مما يجعلها ثاني أكثر السلع ارتفاعاً ضمن مكونات مؤشر أسعار المستهلك بعد البيض.

أسباب ارتفاع أسعار البن وتأثير التغير المناخي على الإنتاج

تشير تحليلات بلومبرج إلى أن أسعار البن تتأثر بشكل رئيسي بعوامل العرض والطلب، مع بروز تأثير التغير المناخي كعامل حاسم على المدى القصير؛ فزراعة البن تعتمد بشدة على الظروف البيئية المستقرة، فيما يعاني الإنتاج العالمي نتيجة موجات الجفاف المتكررة. فقد شهدت البرازيل، أكبر منتج للبن حول العالم بنسبة تقدر بـ40% من الإمدادات العالمية، جفافًا حادًا في موسم الصيف السابق أدى إلى تراجع كبير في المحصول. وفي الوقت نفسه، تعتمد الولايات المتحدة، أكبر مستورد للقهوة بنسبة 32% من وارداتها، بشكل أساسي على البن البرازيلي. كما تعرضت فيتنام، ثاني أكبر مزود عالمي، لانخفاض بنسبة 20% في الإنتاج خلال عام 2024 بسبب ظروف جفاف مشابهة.

توقعات أسعار القهوة المستقبلية في ظل تزايد التغيرات المناخية

تُشير التوقعات إلى أنه مع استمرار ظاهرة التغير المناخي، ستستمر أسعار القهوة في الارتفاع دون انقطاع؛ فشدة موجات الجفاف والفيضانات المتزايدة تهدد استقرار الإنتاج العالمي، مما يجعل التحديات أمام مزارعي البن أكثر تعقيدًا. ويرجح الخبراء أن هذه العوامل ستؤدي إلى ضغط مستمر على الإمدادات، وهو ما سينعكس بطريقة مباشرة على الأسعار في الأسواق العالمية، مما قد يجعل القهوة سلعة أكثر تكلفة وانتقائية خلال السنوات المقبلة.

تتزايد أهمية فهم حركة أسعار البن اليوم، خاصةً مع ربطها المباشر بالتغيرات المناخية التي قد تدفع الأسواق إلى مستويات جديدة من التقلب وعدم الاستقرار، مما يحتم مراقبة مستجدات العرض والطلب بكثافة خلال الفترة المقبلة.