الفوضى الإدارية في الفيصلي والوحدات تفتح الطريق لصعود أندية الشمال في المشهد الرياضي
بدأ المشهد الكروي الأردني يشهد تحولًا ملحوظًا مع ظهور أندية مغمورة تغيرت أنماط المنافسة التقليدية بين قطبي العاصمة، حيث تعكس هذه التغييرات واقعًا جديدًا يُبرز أهمية الاستقرار الإداري والمالي في تحقيق النجاح، لا سيما في ظل تنامي أثر أندية مثل الحسين إربد والرمثا. يمكن القول إن الكلمة المفتاحية التي يبحث عنها الجمهور هي “تحولات المشهد الكروي الأردني بين أندية العاصمة والشمال”.
تحولات المشهد الكروي الأردني وتأثير الاستقرار الإداري والمالي
لفترة طويلة، سيطر قطبا العاصمة الفيصلي والوحدات على أغلب ألقاب دوري المحترفين الأردني، حيث امتلكا معًا 52 لقبًا، ولكنهما لم يعودا وحدهما في المشهد، فظهرت أندية أخرى مثل شباب الأردن التي بعد تأسيسها بسنوات قليلة حصدت لقب الدوري مرتين، إلا أن عدم توافر خطة مالية دقيقة أدى إلى تراجع أدائها بشكل ملحوظ، فتراجع مستوى الفريق نحو الصف الثاني في الدوري. هذا التراجع يُبرز أهمية الاستقرار المالي والإداري كأساس لتحقيق الاستمرارية، وهو ما برز بوضوح في الأندية التي شهدت تحولات حديثة.
الأدوار المتغيرة لأندية الشمال ودورها في تشكيل المشهد الكروي الأردني الجديد
منذ عام 2021، تغيرت قواعد اللعبة في الدوري الأردني، واستفاد نادي الرمثا من الارتباك الإداري لأندية العاصمة لينجح في استعادة لقبه بعد 39 عامًا من الغياب، كما استطاع الحسين إربد بناء مشروع احترافي يركز على التعاقد مع أبرز اللاعبين المحليين، ما جعله يهيمن على الدوري في الموسمين الماضيين. استدعاء خمسة من لاعبي الحسين إربد للمنتخب الوطني، الذي يعتمد بشكل كبير على المحترفين بالخارج، يظهر بوضوح تأثير الاستقطاب الاحترافي الذي أحدثه النادي. ويرى كثيرون أن هذا التوجه يعكس مستقبل المنافسة بالكأس الأردني إذا ما استمرت هذه الاستراتيجيات.
التحديات الإدارية والمالية التي تواجه قطبي العاصمة وتأثيرها على المنافسة
في المقابل، يعاني الفيصلي والوحدات من اضطرابات إدارية متكررة أدت إلى تعاقب سبعة مدربين لكلٍ منهما منذ 2021، ما يكشف عن غياب خطط طويلة الأمد ورؤية واضحة للاستقرار الفني والإداري، الأمر الذي انعكس على النتائج ويُعمق حالة عدم الثقة بالمشروع الكروي للأندية. إضافةً إلى ذلك، تبرز الأزمات المالية بفعل تأخر رواتب اللاعبين وتأثيرها على قدرة الناديين على الاحتفاظ بالمواهب، التي غالبًا ما تفضل الاحتراف في أندية مغمورة بالداخل أو الخارج، لتعويض التقلبات الاقتصادية المناخية للإدارة. في المقابل، يبدي الحسين إربد تنسيقًا ماليًا محترفًا، حيث أعلن عن فائض مالي يفوق 420 ألف دولار خلال 2023، مدعومًا باتفاقية استراتيجية لإطلاق أكاديمية ناشئين مع نادي هولندي، مما يعزز استدامته الرياضية والمالية.
- نجح الحسين إربد في توقيع اتفاقية تطوير ناشئين لمدة 3 سنوات مع نادي هولندي متخصص.
- استفاد نادي الرمثا من المواهب المحلية بعد عجزه عن التعاقدات الخارجية.
- شهد قطبا العاصمة تغييرات متكررة في الجهاز الفني، مما أثر على استقرار الأداء.
- تأخرت رواتب اللاعبين في الفيصلي لأكثر من ثلاثة أشهر، ما يشير إلى أزمات مالية حادة.
- حقق الحسين إربد فائضًا ماليًا كبيرًا في عام 2023 بفضل الإدارة المالية الحكيمة.
يبقى المشهد الكروي الأردني محط أنظار الجماهير المهتمة، حيث تتجلى أهمية الاستقرار المالي والإداري في تغيير واقع الأندية وصنع منافسة صحية قادرة على رفع مستوى الدوري والمشاركة بشكل أفضل في المنافسات الإقليمية والدولية، فالأندية التي تبني استراتيجيات واضحة وتضمن استقطاب المواهب بحكمة ستكون الأبرز في الموسم المقبل وما بعده.