يعد هذا الانعكاس بمثابة ضربة قوية لسلطة حكومة تروس الفتية ، بعد أقل من شهر من توليها المنصب. وقد قوبلت خططها لتقديم تخفيضات ضريبية لأصحاب الدخل المرتفع في بريطانيا – في وقت يواجه فيه الملايين مصاعب مالية بسبب أزمة غلاء المعيشة – على نطاق واسع.
تخلص المستثمرون من الجنيه والسندات الحكومية ، خوفًا من أن تؤدي الإجراءات إلى تفاقم التضخم. في خطوة غير عادية للغاية ، تدخل بنك إنجلترا الأسبوع الماضي لوقف اضطراب الأسواق المالية. اتهم بعض السياسيين المحافظين حكومتهم بأنها صماء.
منذ أن وصلت حكومة تروس المحافظة للغاية إلى السلطة ، لم تهدر الكثير من الوقت في اقتراح زيادة في خفض الضرائب ، على أمل أن تساعد في تحفيز نمو من نوع ما. ويقول محللون إنهم يأملون في أن تساعد الخطط المتطرفة في قلب التيار بالنسبة لحزب المحافظين الحاكم ، الذي كان متأخرا في استطلاعات الرأي على مدار العام. كانت الفكرة هي أن نحقق نجاحًا كبيرًا ونحيفًا قبل الانتخابات العامة التالية ، التي ستجرى الأخيرة بحلول يناير 2025.
سألنا لقد حصلنا عليه.
لقد أصبح إلغاء معدل 45٪ صرفًا للانتباه عن عملنا للمضي قدمًا ببريطانيا.
ينصب تركيزنا الآن على بناء اقتصاد عالي النمو يمول الخدمات العامة ذات المستوى العالمي ويرفع الأجور ويخلق الفرص في جميع أنحاء البلاد. https://t.co/ee4ZFc7Aes
– ليز تروس (trussliz) 3 أكتوبر 2022
لكن بعد 10 أيام من الانتقادات الشديدة والتهديدات بالتمرد والتقلب الاقتصادي ، عكست الحكومة مسارها. وردًا على الأخبار ، انتعش الجنيه مقابل الدولار الأمريكي صباح الاثنين ، وعاد إلى ما كان عليه قبل إعلان “الميزانية المصغرة”.
لكن مجتبى رحمن المحلل في مجموعة أوراسيا قال إن التحول الدراماتيكي يضعف الحكومة بشكل كبير ويكشف عدم دعم تروس من نوابه. وقال في مذكرة مقتضبة إن منتقديه “الآن رائحتهم ضعيفة”.
في صباح أحد أيام الأحد ، دافع تروس عن خططه الاقتصادية وقال إنه ملتزم بتخفيضات ضريبية. في تصريحات للصحفيين الليلة الماضية ، من المتوقع أن يدافع وزير المالية كواسي كوارتنج ، وزير الخزانة الجديد ، عن التخفيضات الضريبية في خطاب أمام المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في وقت متأخر من يوم الاثنين.
وبدلاً من ذلك ، قال صباح الاثنين في بيان: “لقد سألنا ، لقد حصلنا عليها”.
كشفت حكومة ترودو عن خططها الاقتصادية المثيرة للجدل في 23 سبتمبر في “ميزانية مصغرة”. ودعت الدولة إلى اقتراض المليارات من أجل التخفيضات الضريبية والإنفاق الذي من شأنه أن يمنع المستهلكين من ارتفاع فواتير الطاقة. دفع 2 مليار جنيه استرليني (2.2 مليار دولار) من التخفيضات الموعودة البالغة 45 مليار جنيه (50.3 مليار دولار) رفع معدل الضريبة ، لكنها كانت خطوة مثيرة للجدل إلى حد كبير.
لم يؤد هذا فقط إلى طقس مالي عاصف ، ولكن تراجعت شعبية حزب المحافظين. أظهر استطلاع مذهل لـ YouGov أن المحافظين يتخلفون 33 نقطة عن حزب العمال المعارض ، وهي فجوة لم نشهدها منذ التسعينيات.
قال جوناثان بورتس ، أستاذ الاقتصاد والسياسة العامة في كينجز كوليدج لندن: “إن القيام بذلك بطريقة الصدمة والرهبة أجبر على تبلور المعارضة”. كان أحد أخطاء الحكومة عدم الحصول على تقييم مستقل من هيئة الرقابة المالية ، مكتب مسؤولية الميزانية (OBR).
“العيب في هذه الإستراتيجية هو أن الناس في الأسواق المالية ليسوا أغبياء. لذلك إذا قلت لـ OBR ،” لا تقدم لنا توقعات لأنه يمكنك إظهار أن أرقامنا لا تتراكم “، فإن الأسواق سوف قرروا أن أرقامهم لا تتراكم ، الأمر الذي سيجعل الأمور أسوأ بشكل ملحوظ. أ “سيكون هناك تكهن سيئ. هذا المستوى من الغباء ، بصراحة ، يصعب تفسيره ،” قال.
كما واجهت الحكومة رد فعل عنيفًا متزايدًا من داخل صفوفها ، حيث أعرب العديد من المشرعين المحافظين عن معارضتهم علنًا. “لا يمكنني دعم إلغاء ضريبة 45 بنسًا عندما تكافح الممرضات لدفع فواتيرهن” غرد ذلك شغلت المشرعة المحافظة ماريا كولفيلد منصب وزيرة الصحة في الحكومة السابقة. وقال مايكل جوف ، أحد كبار المحافظين ، إن التخفيضات الضريبية غير الممولة كانت “غير متحفظة”.
لا تزال الخطط بحاجة إلى إقرارها من قبل البرلمان ، وقد تساءل بعض النقاد عما إذا كانوا سيفعلون ذلك.
وردا على سؤال لهيئة الإذاعة البريطانية عما إذا كان قد ألغى الخطط لأنها تفتقر إلى الدعم في البرلمان ، قال كوارتنج إن الأمر لا يتعلق “بالتصويت في مجلس النواب” ولكن “الاستماع إلى الناس والاستماع إلى الأعضاء”. اراء قوية جدا في هذا الشأن “.
في المقابلات ، قال Kwarteng إنه لا يفكر في الاستقالة ، لكن المحللين يقولون إنه لم يخرج من المأزق بعد ، وستتم مراقبة خطابه بعد ظهر يوم الاثنين أمام الموالين لحزب المحافظين عن كثب.
كما سيلقي تروس كلمة أمام مؤتمر الحزب هذا الأسبوع. في خطابه الأول أمام المؤتمر كرئيس للوزراء صباح الأربعاء ، سيحاول تروس تهدئة الغاضبين من أداء حكومته في الأيام الأولى من ولايته.
حذر المحلل رحمن من أنه قد تكون هناك احتجاجات جديدة على خطط رفع سقف علاوات المصرفيين والإمكانية الحقيقية لخفض الإنفاق الحاد اللازم للتعامل مع الخسائر الكبيرة في الإيرادات والمساعدة في فواتير الطاقة.
وقال عبد الرحمن إن الفوضى التي سادت الأيام العشرة الماضية ستقوي أصوات المطالبين بتغيير قواعد قيادة حزب المحافظين.
حصل دروس على الدعم وأصبح رئيسًا للوزراء أعضاء حزب المحافظين في جميع أنحاء البلاد ، دعم غالبية المشرعين منافسه ، ريشي سوناك.