الذهب يلامس مستوى 5000 دولار مع ظهور مؤشرات تغيرات غير مسبوقة بأسعار المعدن النفيس

يواصل سعر الذهب في الأسواق العالمية تسجيل ارتفاعات ملحوظة، مع اقترابه من مستوى 5000 دولار للأوقية، ما يعكس حالة الترقب الشديدة بين المستثمرين حول مستقبل المعدن النفيس ضمن بيئة اقتصادية وجيوسياسية متقلبة تُعزز من أهميته كملاذ آمن. هذا التصاعد في سعر الذهب يأتي مدفوعًا بعوامل متعددة جعلت التوجه نحو هذا الأصل يزداد بروزًا وسط عدم وضوح استراتيجيات البنوك المركزية واشتداد التوترات الدولية.

أسباب ارتفاع سعر الذهب عالمياً والتغيرات المؤثرة في الأسواق

يرى الخبراء أن ارتفاع سعر الذهب عالمياً يعود بشكل رئيسي إلى التوقعات بخفض سعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي على الدولار، مما دفع المستثمرين للتحول من الاستثمار بالدولار إلى التحوط عبر الذهب الذي يحظى بجاذبية خاصة في فترات عدم الاستقرار، إضافة إلى تراجع قيمة الدولار أمام العملات الأخرى، وهو عامل يرفع أسعار المعدن النفيس عالميًا ومحليًا بسبب قوة العملة المحلية التي تؤثر على السعر المحلي للذهب.
تضافرت عوامل جيوسياسية مثل الصراع الروسي الأوكراني وعدم استقرار الأوضاع السياسية، إلى جانب تغييرات مرتقبة في قيادات الفيدرالي الأمريكي برئاسة جيروم باول، لتعزز من حالة عدم اليقين التي تحفز الطلب على الذهب كأصل آمن مُفضل.

تقرير “آي صاغة”: الذهب يسجل مستويات قياسية وسط رهانات خفض الفائدة وزيادة المشتريات

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا لافتًا خلال تعاملات الأيام الأخيرة، حيث بلغت الأونصة مستويات قياسية جديدة، بدعم من تصاعد التوقعات بشأن تخفيض أسعار الفائدة خلال اجتماعات الفيدرالي المقبلة، وابقت حالة عدم اليقين المرتبطة بالتعريفات الجمركية الأمريكية المستثمرين في حالة توتر مستمرة مما انعكس إيجابيًا على وجهة الذهب.
وفقًا لتصريحات سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، فقد ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 محليًا نحو 20 جنيهًا ليصل إلى 4820 جنيهًا، بينما بلغت الأوقية 3547 دولارًا، وعيار 24 سجل 5509 جنيهات، وعيار 18 حوالي 4132 جنيهًا، فيما وصلت قيمة الجنيه الذهب إلى 38560 جنيهًا.
التداولات شهدت حركة صعود متتابعة كما في تعاملات الثلاثاء التي ارتفع فيها جرام الذهب 75 جنيهًا، وانعكست هذه التقلبات في التخلي عن السندات الحكومية طويلة الأجل لصالح المعدن الأصفر مع تواتر التوقعات بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر وما بعدها، مما يُساهم في تعزيز مكانة الذهب كأحد أفضل أصول التحوط في الأسواق العالمية.

العوامل الاقتصادية التي تدعم ارتفاع سعر الذهب عالميًا

يرتبط ارتفاع سعر الذهب عالميًا بعدة عوامل اقتصادية رئيسية، منها استمرار ارتفاع العجز المالي في الولايات المتحدة، وازدياد معدلات التضخم التي تقلص من قوة العملة، إضافة إلى تآكل ثقة المستثمرين في قدرة البنوك المركزية على السيطرة على الأوضاع الاقتصادية، ما دفع عوائد السندات للارتفاع وخلق حالة من القلق بشأن استدامة السياسات المالية الحكومية.
تباين أداء العملات العالمية، مثل تراجع الجنيه الإسترليني والين الياباني، كان عاملاً آخر قلل من الضغوط على الذهب عبر زيادة الطلب عليه، خاصة مع ارتفاع سعر المعدن الأصفر بنسبة 5% خلال الأيام الستة الماضية وسط تجدد المخاوف المرتبطة بالفيدرالي الأمريكي، والتي تفاقمت عقب محاولات الإدارة الأمريكية تغيير أعضاء في البنك المركزي.
وأكدت كارول كونج، خبيرة في بنك الكومنولث الأسترالي، أن هذه التطورات السياسية داخل الولايات المتحدة أعادت المستثمرين إلى البحث عن الملاذات الآمنة التقليدية التي يتصدرها الذهب، مما يعكس في البيانات ارتفاعًا تجاوز 30% في أسعار المعدن منذ مطلع العام، متأثرًا بفقدان الدولار بعضًا من وظيفته كقيمة تحفظية بسبب الضغوط السياسية وتأثيرها على الإدارة الأمريكية.

عيار الذهب السعر المحلي (جنيه) ملاحظات
عيار 24 5509 الأكثر نقاوة والأعلى سعرًا
عيار 21 4820 الأكثر تداولاً في الأسواق المحلية
عيار 18 4132 يستخدم غالبًا في صناعة المجوهرات
عيار 14 3014 شائع في بعض أنواع الحلي
جنيه الذهب 38560 يتكون من 8 جرامات من عيار 21

تظل الأسواق متوترة مع توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة الأمريكي الذي بدا كأداة محورية لضبط الاقتصاد، ووسط هذا المشهد يتعزز الدور الحيوي للذهب، الذي يتجاوز دوره كسلعة اقتصادية ليكون ملاذًا آمنًا ومخزنًا للقيمة يعكس استقرارًا وسط الأزمات والتقلبات التي لا تنتهي.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.