الذهب يقترب من أكبر مكاسب سنوية.. آي صاغة تكشف أسرار الأداء القياسي منذ أربعة عقود

شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية المصرية تراجعًا محدودًا، متأثرة بتغير توقعات المستثمرين بشأن السياسة النقدية الأمريكية، خاصة بعد انتشار محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية لشهر ديسمبر، الذي أظهر انقسامًا في وجهات نظر صناع القرار حول موعد خفض أسعار الفائدة، ما أسفر عن تذبذب في حركة المعدن النفيس.

تراجع محدود في أسعار الذهب في السوق المحلية المصرية وتأثير السياسة النقدية الأمريكية

سجلت أسعار الذهب في مصر انخفاضًا واضحًا خلال تعاملات اليوم، حيث انخفض جرام الذهب عيار 21 بحوالي 55 جنيهًا، ليصل إلى نحو 5830 جنيهًا؛ بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 6663 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 حوالي 4997 جنيهًا، كما تراجع سعر الجنيه الذهب إلى نحو 46640 جنيهًا، بحسب ما أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة. جاء هذا التراجع بعد موجة صعود قوية شهدها المعدن الأصفر في الأشهر الماضية، وأسهمت توقعات المستثمرين بتحولات السياسة النقدية الأمريكية في إعادة ترتيب اتجاهات السوق. في المقابل، شهدت الأسواق العالمية تراجعًا محدودًا حيث انخفضت الأوقية بنحو 30 دولارًا، مستقرة بالقرب من مستوى 4310 دولارات، وسط ضغوط بيعية محدودة أثرت على المعنويات.

التوقعات العالمية وتأثيرها على أسعار الذهب في مصر والاستثمار

على الصعيد العالمي، استمرت حركة الذهب في نطاق العرض والطلب قبل إغلاق عام 2025، حيث تتباين آراء أعضاء الاحتياطي الفيدرالي حول سياسة أسعار الفائدة، ما خلق حالة من الترقب بين المستثمرين. بعض المسؤولين أشاروا إلى ضرورة بقاء أسعار الفائدة مستقرة لفترة أطول عقب ثلاثة تخفيضات خلال العام، فيما يرى آخرون إمكان استمرار خفض الفائدة إذا ما تباطأ التضخم بشكل ملحوظ. رغم التراجع الحالي، تمكن الذهب من تحقيق زيادة بنحو 64% منذ بداية السنة، مع توقع أن يسجل أفضل نتائجه السنوية منذ 1979، مدعومًا بعمليات شراء متزايدة من البنوك المركزية وارتفاع حيازات صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب.

عوامل دعم الطلب على الذهب في مصر والعالم مقابل التحديات القادمة

ساعدت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في عدة مناطق على تعزيز الطلب على الذهب كأصل آمن يقي من مخاطر عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي؛ خاصة مع تفاقم الخلافات بين الدول الكبرى وتراجع فرص الوصول إلى تسويات سلمية. رغم ذلك، تواجه أسعار الذهب ضغوطًا محتملة جراء زيادة متطلبات الهامش على عقود الذهب الآجلة، مما قد يؤدي إلى عمليات جني أرباح وإعادة هيكلة المحافظ الاستثمارية، خصوصًا مع ترقب صدور بيانات اقتصادية مهمة من الولايات المتحدة. رغم هذه التحديات على المدى القصير، يحتفظ الذهب بنظرة مستقبلية إيجابية مدعومة بالزخم الشرائي المستمر ومؤشرات فنية تعكس تمسك المستثمرين به كوسيلة للتحوط وحفظ القيمة في الأسواق المتقلبة.