يحافظ فتى كا دونغ على روح مطبخ وطنه .. رحلة ملهمة في أسرار الطهي التقليدي

نشأ دينه فان كين بين أحضان الطبيعة والثقافة المميزة لشعب كا دونغ، حيث ولد في قرية هوي إم النائية وسط جبال كومونة سون تاي ثونغ، وحصل على فرصة نادرة للتعليم الرسمي، مما كان مفتاح حلمه للخروج من قريته وتحقيق ذاته. درس كين الموسيقى الصوتية في أكاديمية هوي، غير أن حادثة سير غيرت مسار حياته وأجبرته على قضاء فترة نقاهة طويلة استعاد خلالها شغفه بتراث الطعام المحلي، حيث كانت وجبات أمه البسيطة من الخضراوات البرية وأوراق الكسافا والأرز المختلط تذكره بجذوره وأصالة مأكولات كا دونغ.

رحلة الاحتفاظ بأصل الطهي من خلال المطبخ الشعبي المعاصر لشعب كا دونغ

بدأ دينه فان كين مشروعه في قريته هوي إم، مستفيدًا من جمال الريف وهدوء الطبيعة حوله، ليؤسس مطعم عائلي ينبض بحياة تقاليد كا دونغ ويعكس قصص الكفاح والتوفير التي عاشها أهله في جبال المنطقة. ذلك المشروع لم يكن مجرّد مكان لتقديم الطعام، بل سجل حي لتقاليد الطهي الخاصة بهذا الشعب، حيث توارثت الأسر وصفات تعتمد على الخضروات البرية وأوراق الكسافا وسيقان الموز البري، معدة بطرق بسيطة جدًا بسبب قلة الأدوات، لكنها تحمل نكهات غنية تعبّر عن هويتهم. عبر هذا المشروع، وجد كين طريقة للتعبير عن حبه لوطنه ومشاركة أسراره مع زواره.

كيف يدمج كين المطبخ الشعبي المعاصر مع مأكولات كا دونغ الأصيلة

يمزج كين بين التراث والحداثة بحرفية واضحة، محافظًا على جوهر الأطباق التقليدية مع إدخال تحسينات طفيفة لجعلها أكثر تناسبًا مع الأذواق المعاصرة. يستطيع الزائر تجربة أجمل أطباق الخضروات البرية التي تقدم بشكل جذاب، أو طبق أرز الأنابيب الخيزرانية المحضّر بحليب جوز الهند ليمنح مذاقًا مختلفًا، ناهيك عن التتبيلات المنعشة لأوراق الكسافا المطحونة. تستكمل قائمة المأكولات بنكهات الغابات مثل سمك رأس الأفعى وبراعم الخيزران وقواقع الجداول، كل ذلك ليبقى الطعام البسيط لشعب كا دونغ حاضرًا بطابع لا يُنسى؛ في محاولة من كين ليتيح للجميع الاستمتاع بهذا الإرث الغذائي الفريد.

دور مشروع كين بالقرية في الحفاظ على ثقافة وتراث شعبي كا دونغ

لا يقتصر اهتمام كين على الطعام فقط، بل يمتد ليشمل الحفاظ على المنازل التقليدية والمقتنيات القديمة من مواقد وأواني نحاسية وسلال ومنسوجات، بالإضافة إلى أنابيب الخيزران التي تستخدم لجلب مياه الينابيع. مزج هذه العناصر مع الطبول والآلات الإيقاعية في المطعم يخلق أجواء ثقافية غنية تنقل الزوار إلى عمق العادات والتقاليد المحلية. يشرح كين كيف أن بعض الطقوس مثل ترتيب حزم الحطب أو عزف الطبول كانت تحمل معانٍ اجتماعية عميقة تُشير إلى كفاءة المرأة في الأسرة أو تُستخدم في المناسبات الاحتفالية.

العنصر الوصف والدلالة
حزم الحطب شارة إلى وجود امرأة ماهرة في المنزل
الطبول والأجراس تُعزف في المناسبات الهامة مثل الأعياد وحفلات الحصاد والزفاف
أنابيب الخيزران استخدامها في جلب مياه الينابيع وتنظيم تدفق الماء
الأواني النحاسية والسلال تستخدم في الطبخ والحفظ، وتمثل التراث الحرفي

يشهد مشروع كين الناشئ إقبالاً متزايدًا من السكان المحليين والسياح على حد سواء، مستفيدًا من موقعه الجميل بين الجبال وحقول الأرز المتدرجة. أتاح المطعم فرص عمل وشجّع الشباب في القرية على تطوير قدراتهم والاستفادة من تراثهم في الحياة العملية. كما يرى كين ضرورة تذكير أبناء كا دونغ بأهمية الحفاظ على ثقافتهم الأصيلة التي ورثوها عن أجدادهم، مؤكّدًا عزمه على تطوير مشروع الإقامة السياحية المستقبلية، التي ستجمع بين تجربة المأكولات والمبيت في البيوت الخشبية التقليدية وسط الطبيعة الساحرة، ليعيش الزوار إيقاع الحياة الهادئة والعريقة.

يمثل نموذج مشروع كين مثالًا ناجحًا على استثمار التراث الثقافي في النشاط التجاري، إذ يُظهر كيف يمكن للطموح والشغف ربط الماضي بالحاضر باسلوب يحمل رسالة قوية حول أهمية الحفاظ على الأصالة والهوية.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة