التعليم السعودي يفرض خصومات دراسية صارمة تهز مستوى أداء الطلاب بشكل كبير
تُفرض وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية عقوبة حاسمة على الطلاب الذين يمارسون التنمر بكل أشكاله، حيث يتم خصم 15 درجة من درجات الطالب المخالف، وذلك لتعزيز الانضباط المدرسي وخلق بيئة تعليمية آمنة وصحية للجميع، في إطار الجهود الرامية للحد من السلوكيات السلبية داخل المدارس والحفاظ على القيم الأخلاقية والمبادئ التربوية.
أهمية تطبيق عقوبة حسم 15 درجة لمواجهة التنمر في المدارس
يشكل التنمر سلوكًا سلبيًا يؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية والاجتماعية للطلاب، مما يعيق عملية التعلم ويخفض من مستوى التحصيل الدراسي، فالطلاب الذين يتعرضون للتنمر يعانون غالبًا من قلق مستمر، ضعف في الثقة بالنفس، وأحيانًا انسحاب كامل من البيئة المدرسية مع ظهور اضطرابات سلوكية نتيجة الضغوط النفسية؛ ولذلك فإن قرار حسم 15 درجة يعكس التزام وزارة التعليم بحماية الطلاب وتأمين بيئة دراسية خالية من المضايقات. كما أن هذا الإجراء يعزز شعور الطلاب بالمسؤولية، ويحثهم على التفكير مليًا قبل ارتكاب سلوكيات تؤذي زملاءهم، مما يساعد على وضع حدود واضحة للأفعال المرفوضة. يتماشى ذلك مع برامج التوعية المدرسية التي تهدف إلى غرس ثقافة الاحترام المتبادل ومكافحة العنف داخل المدارس.
أنواع التنمر التي تُخضع الطالب لعقوبة حسم 15 درجة
تشمل العقوبة كافة أنواع التنمر التي قد تقع بين الطلاب، وتتنوع هذه الأشكال ما بين:
- التنمر اللفظي: يشمل السخرية، الإهانات، التهكم، وإطلاق الألقاب الجارحة.
- التنمر الجسدي: مثل الضرب، الدفع، أو أي شكل من الاعتداء الجسدي على زملاء الدراسة.
- التنمر الاجتماعي: يتضمن العزل المتعمد، نشر الشائعات، أو تشويه سمعة الطالب أمام الآخرين.
- التنمر الإلكتروني: استخدام وسائل التواصل أو التطبيقات الرقمية لمضايقة الطلاب، نشر محتوى مسيء، أو إرسال رسائل تحقيرية.
كيفية تطبيق عقوبة حسم 15 درجة للطالب المتنمر
أوضحت وزارة التعليم أن تطبيق خصم 15 درجة يتم بعد التأكد من صحة واقعة التنمر من خلال إدارة المدرسة وبالتعاون مع المرشد الطلابي والمعلمين المختصين، وتتضمن الآلية التالية:
- إعداد تقرير مفصل يوثق تفاصيل الحادثة، يحدد الأطراف المتضررة، ويثبت سلوك الطالب المخالف.
- استدعاء الطالب للمناقشة، ومنحه فرصة لتوضيح موقفه، مع التأكيد على تطبيق العقوبة إذا ثبتت الواقعة.
- تنفيذ عملية خصم 15 درجة من مجموع الدرجات في المادة أو النشاط ذات الصلة بالمخالفة حسب قرار إدارة المدرسة.
دور التوعية والتثقيف في تقليل ظاهرة التنمر داخل المدارس
تشدد وزارة التعليم على أن العقوبات وحدها لا تكفي للقضاء على التنمر، بل لا بد من دمجها مع برامج توعية مستمرة تستهدف الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، وتشتمل هذه البرامج على:
- ورش عمل وحلقات توعية لتعريف الطلاب بأضرار التنمر وتأثيره السلبي على الصحة النفسية والزملاء.
- تدريب المعلمين على طرق التعامل مع حالات التنمر بشكل سريع وفعّال لضمان التدخل المبكر.
- حملات توعية موجهة لأولياء الأمور لتعزيز دور الأسرة في متابعة سلوك الأطفال والتعاون مع المدرسة لمعالجة المشاكل القائمة.
تؤدي هذه الجهود المشتركة إلى تحسين المناخ المدرسي بشكل ملحوظ، وذلك من خلال تقليل حالات التنمر بجميع أشكاله، كما تعزز من مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب المتضررين عبر توفير بيئة تعليمية آمنة خالية من التهديدات، ويزداد مستوى الانضباط والتحلي بالسلوكيات الإيجابية بين جميع الطلاب عندما يُوضح لهم بجلاء ما هو مقبول وما هو مرفوض. بذلك تتبلور فكرة المدرسة كمكان مناسب للنمو والتعلم، يحترم فيه كل طالب حقوقه وواجباته دون خوف من التمييز أو الإساءة.