توازن استثماري جديد.. البنوك المركزية تعزز استثماراتها في الذهب خلال النصف الأول من 2026

يستمر الطلب القوي على الذهب من قبل البنوك المركزية في تشكيل قوة مؤثرة خلال النصف الأول من عام 2026، حيث تشير التوقعات إلى أن معدل استحواذ هذه البنوك على سبائك الذهب سيبلغ نحو 585 طنًا خلال الربع الأول، بعد عقد صفقات تسليم آجل بأوقات استحقاق تتركز في شهري فبراير ومارس.

أنواع صفقات الذهب وتأثيرها على الطلب البنكي المركزي

يشير التقرير المنشور على منصة “انفيستينج” إلى أن صفقات شراء الذهب من البنوك المركزية ستتوزع بين أنواع مختلفة منها حوالي 190 طنًا من خام الذهب، و330 طنًا من السبائك والعملات الذهبية، بالإضافة إلى 275 طنًا تمثل الصناديق المتداولة والعقود الآجلة المرتبطة بها؛ ويُبرز التقرير كيف أن كل زيادة إضافية بمقدار 100 طن في حجم هذه الصفقات قد تدفع سعر الأونصة للارتفاع بنسبة تقارب 2%، مما يوضح مدى حساسية أسعار الذهب لأي تغير في وتيرة الشراء من قبل المستثمرين والمصارف المركزية على حد سواء.

دور البنوك المركزية في تعزيز سوق الذهب خلال 2026

يُسلط التقرير الضوء على استمرار البنوك المركزية كعامل رئيسي في دعم سوق الذهب، حيث من المنتظر أن تحافظ على تعزيز الطلب على المعدن النفيس خلال عام 2026، بالرغم من انخفاض المشتريات السنوية عن القمم السابقة؛ إذ من المتوقع أن تستحوذ على أكثر من 755 طنًا من الذهب في 2026، وهو ما يُظهر استمرار الطلب بقوة بعد ثلاث سنوات متتالية من مشتريات تجاوزت 1000 طن سنويًا، مما يعكس ثقة هذه البنوك في أهمية الذهب كأصل استراتيجي ضمن احتياطياتها.

تحليلات صندوق النقد الدولي وحجم احتياطات الذهب العالمية

كشفت بيانات صندوق النقد الدولي أن إجمالي حيازات البنوك المركزية من الذهب قد بلغ نحو 36,200 طن بنهاية عام 2024، ما يعادل حوالي 20% من إجمالي الاحتياطيات الرسمية على مستوى العالم، مقارنة بنحو 15% في نهاية 2023؛ ويشير التقرير إلى أن رفع نسبة الذهب في احتياطيات البنوك المركزية التي تقل نسبتها عن 10% إلى هذا الحد عند سعر 4000 دولار للأونصة، سيتطلب شراء ما يقارب 2,600 طن، بقيمة مالية تُقدر بحوالي 335 مليار دولار، ما يعكس الفرص المالية الضخمة التي تقدمها سوق الذهب حالياً.