رحيل أسطورة الشاشة.. وفاة الممثلة الفرنسية بريجيت باردو تكشف نهاية مشوقة لحياتها عن عمر 91 عامًا

توفيت الممثلة الفرنسية بريجيت باردو عن عمر يناهز 91 عامًا، مخلفة أثرًا بارزًا في عالم الفن ومعروفة بنشاطها الحثيث في مجال حماية الحيوانات، حيث كانت صوتًا قويًا لأهمية الدفاع عن الكائنات الحية والبيئة على الصعيدين المحلي والدولي. يعكس إرث بريجيت باردو مزيجًا بين براعتها التمثيلية والتزامها الإنساني، مما جعلها رمزًا خالدًا في قلوب الكثيرين.

المسيرة الفنية لبريجيت باردو وتأثيرها القوي في عالم السينما الفرنسية والعالمية

ولدت بريجيت باردو في باريس عام 1934، وشرعت في مسيرتها الفنية كراقصة باليه وعارضة أزياء قبل أن تحقق شهرة واسعة بفيلم «وخلق الله المرأة» عام 1956، الذي جسد شخصيتها المتمردة والجريئة، وأرسى مكانتها كأسطورة سينمائية في الخمسينيات والستينيات؛ إذ شاركت في أكثر من 40 فيلما، من بينها «شأن خاص جدًا» عام 1962، وقد تعاونت مع الفنان سيرج غينسبورغ في تسجيل عدد من الأغاني. توقفت عن التمثيل في عام 1973 عندما كانت في الثلاثين من عمرها، مكتفية بما قدمته من إبداعات تركت بصمات واضحة في تاريخ السينما.

دور بريجيت باردو كناشطة في مجال حماية الحيوانات وتأثيرها الإنجازي

بعد اعتزلت التمثيل، انتقلت بريجيت باردو إلى مجال الدفاع عن حقوق الحيوانات، حيث أسست في 1986 مؤسسة تهدف إلى مكافحة الصيد الجائر وتشجيع أسلوب حياة نباتي؛ وقد جمعت عبر مزادات شخصية حوالى 3 ملايين فرنك لتعزيز حملاتها. كان لها مواقف جريئة داعمة لمناهضة استهلاك اللحوم وتوعية المجتمع بفوائد حماية البيئة والحيوانات، مما جعلها شخصية بارزة ومرموقة في الحركات البيئية على الصعيد الفرنسي والعالمي، وامتدت تأثيراتها لبلوغ جماهير واسعة.

التحديات الشخصية والحياة الخاصة لبريجيت باردو والتوازن بين الشهرة والنضال الإنساني

مرت بريجيت باردو بمراحل متقلبة على الصعيد الشخصي، إذ تزوجت أربع مرات وأنجبت طفلاً واحدًا، كما واجهت ضغوطًا نفسية شديدة بما في ذلك نوبات اكتئاب ومحاولات انتحار ناجمة عن ثقل الشهرة ومتطلبات الحياة الفنية الصعبة. اختارت في السنوات الأخيرة العيش في مدينة سان تروبيه الفرنسية المطلة على البحر، حيث واصلت دفاعها عن القضايا الإنسانية والبيئية بكل عزيمة حتى وفاتها، تاركة خلفها إرثًا فنّيًا وإنسانيًا نادرًا.