قفزة تاريخية بأسعار الذهب في 2025 .. توقعات باختراق حاجز 5000 دولار وتعزيز الاستثمارات

شهدت أسعار الذهب في 2025 قفزة تاريخية تجاوزت 71%، مما جعل المعدن الأصفر يتصدر قائمة الاستثمارات الأكثر ربحية خلال العام، وارتفع سعر الأونصة إلى مستويات قياسية تشير إلى تغيرات كبرى في النظام المالي العالمي مع توقعات مثيرة للاهتمام لعام 2026.

تحليل أسعار الذهب في 2025 وأداء تاريخي غير مسبوق

سجلت أسعار الذهب في 2025 ارتفاعاً غير مسبوق حيث أغلقت تداولات العام عند 4480 دولاراً للأونصة، بعد أن بلغت ذروتها عند 4525 دولاراً، في أعلى نقطة منذ عام 1979، وهو مؤشر واضح على حالة الاضطراب الكبيرة التي شهدها النظام المالي العالمي، حسب تصريحات الخبير المصرفي والمستشار المالي محمد سلامة؛ وهذا الأداء الفريد يدل على تزايد الطلب على الذهب كأصل يحفظ قيمة الأموال وسط تقلبات الأسواق العالمية.

الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع أسعار الذهب في 2025

أسهمت عدة عوامل مترابطة في دفع أسعار الذهب إلى هذه القفزة الحادة، منها الحرب التجارية والتوترات التقنية بين القوى العظمى، والاضطرابات الجيوسياسية المتصاعدة، بالإضافة إلى ضعف الدولار وجاذبيته المتراجعة بفعل سياسات البنوك المركزية، الأمر الذي عزز من مكانة الذهب كملاذ آمن للمستثمرين حول العالم.

العوامل المؤثرة المفصلة في ارتفاع أسعار الذهب 2025

• الحرب التجارية والتقنية: المنافسة الشديدة بين الولايات المتحدة والصين على أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، إضافة إلى فرض تعريفات جمركية مشددة، أثرت بشكل مباشر على الاستقرار التجاري مما دفع المستثمرين للجوء إلى الذهب.
• الاضطرابات الجيوسياسية: استمرار الصراع الروسي-الأوكراني وتصاعد التوترات في آسيا والمحيط الهادئ، خصوصاً بين الصين وتايوان، وضعف الاستقرار في الشرق الأوسط، كلها عوامل عززت الطلب على الذهب كحماية ضد المخاطر السياسية.
• تراجع جاذبية الدولار: انخفاض أسعار الفائدة العالمية دفع المحافظ الاستثمارية إلى الابتعاد عن العملات الورقية وتوجيه استثماراتها نحو الذهب الذي يحتفظ بالقيمة رغم عدم إدراره لعوائد.

توقعات أسعار الذهب في 2026.. هل يستمر الصعود حاملاً الذهب إلى آفاق جديدة؟

يتباين خبراء السوق في توقعاتهم للعام القادم، حيث يرون احتمالين رئيسيين؛ الأول يتوقع أن يتخطى الذهب حاجز 5000 دولار للأونصة مع استمرار النزاعات العالمية وخفض أسعار الفائدة، مدعوماً بتزايد رغبة البنوك المركزية في حماية العملات الاحتياطية، أما الثاني فيرسم سيناريو تصحيحياً جراء عمليات جني الأرباح من المستثمرين الكبار، مما قد يؤدي إلى هبوط سعر الأونصة إلى نحو 3800 دولار قبل العودة للارتفاع مجدداً.

يظل الذهب ضمن أفضل الخيارات الاستثمارية التي تعكس هشاشة النظام المالي العالمي، ويعتمد سعره في الفترة القادمة على مجموعة متشابكة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، ما يجعل متابعة تحركاته أمرًا حيويًا لكل من يرغب في الاحتفاظ بثروته خلال الفترات غير المستقرة.