موجة غير مسبوقة.. مستويات قياسية تدفع المستثمرين لشراء سبائك الذهب بقوة في الوقت الحالي

ارتفعت أسعار الذهب في عام 2025 بشكل لافت، حيث تجاوز سعر الأونصة حاجز 4530 دولارًا، مما أثار اهتمام المستثمرين وصناع القرار المالي حول العالم؛ إذ جاءت هذه الزيادة كنتيجة لتداخل عوامل جيوسياسية واقتصادية معقدة دفعت البنوك المركزية والمؤسسات الكبرى لتعزيز حيازاتها من المعدن الثمين في ظل تراجع الثقة بالعملات الورقية وتصاعد التوترات التجارية الدولية.

العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على ارتفاع أسعار الذهب في عام 2025

ارتبطت أسباب ارتفاع أسعار الذهب في عام 2025 بحالة عدم اليقين التي هيمنت على الأسواق المالية العالمية، حيث تحول الذهب من مجرد أداة استثمارية إلى ملاذ آمن يحمي الثروات من تقلبات الأوضاع السياسية؛ فقد أشارت تقارير بلومبرغ إلى أن تصاعد الحروب التجارية والضغوط المتزايدة على استقلالية البنوك المركزية ساهم في زيادة الطلب على المعدن النفيس، مع تراكم الديون وتفاقم العجز المالي في الاقتصادات الكبرى؛ مما جعل الذهب الخيار الأمثل للهروب من مخاطر الانهيارات المالية المفاجئة، وهو ما فسره الإقبال الكبير على الشراء في الأسواق ومنصات الاستثمار منذ بداية العام؛ إذ يرى المحللون أن هذه التحركات تمثل رد فعل طبيعي لفترة عاصفة تزاحم فيها الأصول التقليدية مع بريق الذهب الذي لا يفقد قيمته رغم الأزمات المستمرة.

دور البنوك المركزية في دعم ارتفاع أسعار الذهب في عام 2025 واستراتيجياتها التحوطية

ساهمت تحركات البنوك المركزية في تعزيز أسباب ارتفاع أسعار الذهب في عام 2025 بشكل واضح، حيث استمر البنك المركزي الصيني في شراء كميات ضخمة من الذهب لثلاثة عشر شهرًا متتالية حتى نوفمبر؛ تأتي هذه الخطوة ضمن جهود الدول لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي كعملة احتياطية وحيدة وتنويع محافظها الاستثمارية؛ وتهدف هذه الاستراتيجية للحفاظ على ثبات الاحتياطيات الوطنية في وجه العقوبات الاقتصادية أو عمليات الحظر المالي المحتملة؛ يمثّل الذهب أصلًا لا يمكن طباعته أو تجميد قيمته من قبل أي جهة سياسية، مما يجعله الملاذ الأكثر أمانًا للدول التي تخشى تقلبات النظام المالي الدولي القائم على الثقة المتبادلة في العملات الصعبة، التي تتعرض لضغوط متزايدة نتيجة التضخم والديون المستحقة.

  • الهروب من تآكل القوة الشرائية للعملات الورقية بسبب التضخم المرتفع.
  • البحث عن استقرار مالي وسط الصراعات وحروب التجارة العالمية.
  • الاستفادة من معدلات الفائدة المنخفضة التي تزيد من جاذبية الذهب.
  • بناء البنوك المركزية احتياطيات استراتيجية ليس تحت سيطرة الدولار.

تأثير السياسات النقدية على أسباب ارتفاع أسعار الذهب في عام 2025 وأسواق المال العالمية

ساهمت السياسات النقدية المتبعة على المستوى العالمي في تعزيز ارتفاع أسعار الذهب عام 2025، فمع الوضع المستجد لمعدلات الفائدة المنخفضة أصبح الذهب منافسًا قويًا للأصول ذات العوائد الثابتة مثل السندات؛ رغم أن الذهب لا يوزع أرباحًا أو فوائد سنوية، إلا أن طبيعته كأصل مادي ملموس تعزز مكانته مقارنة بالأوراق المالية التي قد تتعرض لخسائر حادة في أوقات الأزمات الاقتصادية؛ ويُذكر أن الذهب أنهى عام 2024 عند سعر 2620 دولارًا للأونصة، مسجلاً ارتفاعًا سنويًا استثنائيًا يقارب 65%، وهو مؤشر يعكس القلق العالمي المتزايد وبداية موجة طلب متصاعدة انفجرت في عام 2025 لتجعل من الذهب الملك بين الأصول الاستثمارية في ظل بيئة تعصف بها الصراعات الجيوسياسية والعجز المالي الحكومي المستمر.

المؤشر المالي حتى نهاية 2024 في 2025 نسبة الارتفاع
سعر أونصة الذهب بالدولار 2620 دولار 4530 دولار حوالي 65%

تظل أسباب ارتفاع أسعار الذهب في عام 2025 متشابكة مع مدى استعادة الثقة بالنظام المالي التقليدي؛ وفي ظل استمرار الضغوط على استقلالية البنوك المركزية وتفاقم الحروب التجارية، يبقى المعدن الأصفر الملاذ فلنجاة الأمثل الذي يقي من تقلبات السوق والمخاطر التي تحيط بالاقتصاد العالمي في هذه المرحلة الحرجة.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.