ارتفاع غير مسبوق.. الذهب يواصل صعوده إلى مستوى قياسي ويتجاوز 4500 دولار بآفاق واعدة

واصل الذهب رحلة صعوده المستمر وسط ظروف جيوسياسية متوترة، مواصلاً تسجيل أرقام قياسية لم يسبق لها مثيل خلال الشهر الماضي، حيث أصبح ارتفاع أسعار الذهب موضوع الساعة لدى المستثمرين الذين يبحثون عن فترة ذروة مضاربية قبل حدوث التصحيح المتوقع للسعر.

ارتفاع أسعار الذهب المستمر وتأثيره على السوق المالي العالمي

شهدت أسعار الذهب قفزات متكررة، حيث ارتفع عقد الذهب الآجل لتسليم فبراير بنسبة 1% مسجلاً 4,546 دولاراً للأونصة، مع تجاوز السعر خلال الجلسة أعلى مستوى له عند 4,561.60 دولار للأونصة وفقاً لبيانات «ماركت ووتش»، ويُعتبر هذا الارتفاع متصلاً منذ بدايات العام بتحسن قدره أكثر من 72%، مما يجعل ارتفاع أسعار الذهب عامل جذب للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق المالية العالمية.

كيف تؤثر الأزمات الجيوسياسية على ارتفاع أسعار الذهب وتوقعات الذروة المضاربية؟

تتزامن موجة ارتفاع الذهب مع تصاعد التوترات الجيوسياسية الدولية، خاصة في أوكرانيا وإسرائيل والدفع الأميركي لعقوبات على النفط الفنزويلي، إضافة إلى العمليات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في نيجيريا، مما يعزز الميل نحو الذهب كملاذ آمن. ولا يزال المستثمرون ينظرون إلى احتمال أن يحظى سعر الذهب بذر الرماد في العيون عند عتبة 5000 دولار، في ظل تحركات المضاربين التي قد تسبق تصحيحاً في السعر، بينما يسهل استمرار العوامل الجيوسياسية تحفيز عمليات الشراء الكبيرة في السوق.

دور البنوك المركزية في دعم ارتفاع أسعار الذهب وتنويع الاحتياطات العالمية

تعود أسعار الذهب المرتفعة إلى جانب تدهور التوازنات العالمية إلى عمليات شراء كبرى تنفذها البنوك المركزية، التي تكثف من جهودها لتنويع احتياطياتها لتقليل الاعتماد على الدولار، في إطار استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى زيادة الأصول الملموسة كاحتياطي آمن. ويأتي ذلك بالتوازي مع الكشف المستمر عن احتياطيات الذهب غير المستخرجة التي تشكل خريطة الإنتاج في المستقبل، مما يضاعف من الثقة في المعدن النفيس كأصل استثماري مستدام وجاذب.

• استمرار الصراعات الجيوسياسية يحفز الطلب على الذهب
• التدخلات العسكرية والسياسات الأميركية ترفع سعر المعدن النفيس
• شراكات البنوك المركزية تدعم استقرار الأسعار رغم التقلبات

يبقى ارتفاع أسعار الذهب انعكاسًا مباشرًا لعدد من العوامل الاقتصادية والسياسية المعقدة، ويتضح فيه تأثير المضاربات والتوترات الدولية معاً، مما يجعل المتابع لسوق الذهب يراقب عن كثب إمكانية وصول السعر إلى ذروة غير مسبوقة تليها فترة من التصحيح.