مفاجأة العام .. تايلاند تتوقع تراجع صادرات الأرز في 2026 بسبب قوة العملة والمنافسة الهندية المتزايدة

شهدت وزارة التجارة التايلاندية توقعات بانخفاض صادرات الأرز إلى 7 ملايين طن متري عام 2026، بانخفاض واضح عن الكمية المتوقعة للعام الحالي والتي تبلغ حوالي 8 ملايين طن؛ وتعزى هذه التوقعات إلى قوة العملة المحلية “البات” التي أثرت سلباً على تنافسية الأسعار في مواجهة الإمدادات الوفيرة والرخيصة من الهند.

تأثير قوة العملة التايلاندية على صادرات الأرز والمنافسة العالمية

قفزت قيمة البات التايلاندي بنسبة 10.5% مقابل الدولار خلال هذا العام، مما جعلها ثاني أفضل العملات أداءً في آسيا، ووصلت إلى أعلى مستوياتها في أربع سنوات مقابل الدولار الأمريكي؛ ويشكل ذلك تحدياً مباشراً لتصدير الأرز، حيث أصبحت الأسعار التايلاندية أقل جاذبية مقارنة بالدول المنافسة مثل الهند التي تقدم كميات كبيرة بأسعار منخفضة، فتأثير قوة العملة أثقل كاهل الصادرات وأضعف تنافسية الأرز التايلاندي على الصعيد الدولي.

تحديات تواجه اقتصاد تايلاند ودورها في خفض صادرات الأرز

بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية العالمية، يواجه ثاني أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا عدة عقبات داخلية تشمل مستويات ديون عائلية مرتفعة، وإجراءات جمركية من الولايات المتحدة، إلى جانب التوترات الحدودية مع كمبوديا التي تزيد الضغوط على الأسواق؛ وأكدت أرادا فوانغتونغ، مديرة إدارة التجارة الخارجية، أن قوة العملة التايلاندية التي تفوقت بنسبة 20% على عملات المنافسين تزيد من معاناة المزارعين وتخفض قدراتهم على المنافسة، ما يستدعي حلولاً حكومية عاجلة لدعم سعر الأرز وحماية دخل المزارعين الذين يعانون من هذه الأوضاع الصعبة.

استراتيجيات دعم صادرات الأرز التايلاندي وسط تراجع عالمي في الطلب

رغم الصورة السوداء في السوق، تواصل وزارة التجارة التايلاندية تنفيذ صفقات استراتيجية تشمل بيع 500 ألف طن للصين، إضافة إلى اتفاق آخر لتوريد 100 ألف طن إلى سنغافورة لمدة خمس سنوات؛ لكن صادرات الأرز تراجعت خلال أول 11 شهراً من عام 2025 بنسبة 21% من حيث الكمية و30% من حيث القيمة المالية، متأثرة بزيادة المعروض في الأسواق العالمية وقرار الفلبين بتعليق الاستيراد، مما يزيد من الضغط على القطاع ويجبر الحكومة المقبلة المنتخبة في فبراير على العمل على حلول مبتكرة لإنعاش السوق وتحقيق استقرار الأسعار.

تظل صادرات الأرز التايلاندي مرتبطة بقوة بأسعار العملة المحلية وأوضاع الاقتصاد الإقليمي والعالمي؛ ويحتاج هذا القطاع الحيوي إلى إجراءات تدعم المزارعين وتعيد تنافسية الأرز في الأسواق الدولية، خصوصاً مع الظروف الاقتصادية المتقلبة والزيادة المستمرة في الكميات المعروضة عالمياً.