توازن جديد .. الشحنات بين آسيا وأوروبا تشهد ارتفاعات طفيفة مع مؤشرات نمو مستدام
استمرت تقلبات أسعار الشحن عبر المحيط الهادئ في الربع الأخير من السنة الماضية، حيث شهدت أسعار الشحن عبر المحيط الهادئ اتجاهًا تصاعديًا وهبوطًا بين اللحظة والأخرى، مما أثر على حركة النقل البحري بشكل واضح. ارتفعت أسعار الشحن على الساحل الغربي بنسبة بلغت 8%، بزيادة 200 دولار لتصل إلى 2100 دولار لكل حاوية مكافئة لعشرين قدمًا، وسط زيادة عدد الرحلات الملغاة في ظل انخفاض الطلب، في محاولة من شركات النقل لفرض زيادات سعرية أسبوعية إلى حد ما. أما على الساحل الشرقي، فشهدت أسعار الشحن عبر المحيط الهادئ انخفاضًا بنسبة 3% في الأسبوع السابق، لكنها عادت للارتفاع بمقدار 300 دولار هذا الأسبوع، متجاوزة 3350 دولارًا لكل حاوية مكافئة لعشرين قدمًا؛ مما يشير إلى استمرار التقلبات مع احتمالية تراجع بسيط قبل ارتفاع مستدام قبيل رأس السنة القمرية.
كيفية تأثير تقلبات أسعار الشحن عبر المحيط الهادئ على حركة النقل البحري
أسهمت الإدارة الدقيقة للطاقة الاستيعابية على خطوط الشحن بين آسيا وأوروبا في الحفاظ على ارتفاع أسعار الشحن عبر المحيط الهادئ خلال الربع الأخير من العام، رغم تقلّبات الطلب. كما لعب الطلب المتزايد من المستوردين الأوروبيين، الذين بدأوا تجهيز طلباتهم مبكرًا لرأس السنة الميلادية، دورًا مهمًا في دعم حجم الشحنات، مما دفع بعض شركات النقل لاستئناف الشحنات الملغاة. ارتفعت أسعار الشحن بين آسيا وشمال أوروبا بنسبة 11% الأسبوع الماضي، متجاوزة 2700 دولار للحاوية مكافئة لعشرين قدمًا، فيما شهدت الأسعار في البحر الأبيض المتوسط ارتفاعًا بنسبة 15% لتصل إلى 3850 دولارًا للحاوية ذاتها، مع تجاوزها 4000 دولار يوميًا، متماثلة لمستويات الصيف السابق.
تداعيات استئناف حركة الشحن عبر البحر الأحمر على أسعار الشحن عبر المحيط الهادئ
يرتبط استمرار ارتفاع أسعار الشحن عبر المحيط الهادئ بتوجه شركات الشحن نحو إعادة تشغيل رحلات البحر الأحمر بعد غياب دام أكثر من عامين، حيث اتخذت شركات مثل ميرسك وONE خطوات اختبارية في المنطقة. هذا التحرك يأتي في ظل تراجع أقساط التأمين على رحلات البحر الأحمر، رغم استمرار المخاوف المرتبطة بالمخاطر والتكاليف. من المتوقع أن يؤدي استئناف الملاحة في البحر الأحمر إلى تفاقم الازدحام في الموانئ الأوروبية، وما يرتبط بذلك من تأخير ونقص في المعدات في موانئ الشرق الأقصى، شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على أسعار الشحن عبر المحيط الهادئ ويزيد من حدة التقلبات. تظهر هذه التغيرات ارتباكًا مؤقتًا، لكن تأثيرها قد يكون أقل إذا تزامن مع فترة الطلب المنخفض خلال الربيع.
تطورات أسعار الشحن الجوي وتأثيرها على حركة الشحن عبر المحيط الهادئ
أما بالنسبة للقطاع الجوي، فقد شهد مؤشر Freightos انخفاضًا في أسعار الشحن الجوي بين الصين والولايات المتحدة بنسبة 7% وصولًا إلى 7.47 دولارًا للكيلوغرام، مع هبوط الأسعار اليومية إلى حدود 6.50 دولارات، إشارة إلى نهاية موسم الذروة. وبالمثل، انخفضت أسعار الشحن بين جنوب شرق آسيا وأمريكا الشمالية بعد ارتفاع بنسبة تجاوزت 20%، إلى حوالي 6 دولارات للكيلوغرام. ظلت حركة الشحن عبر المحيط الهادئ مرنة، رغم تراجع حجم الشحن بين الصين والولايات المتحدة، نتيجة إجراءات جمركية وتوجهات جديدة في التجارة الإلكترونية نحو أسواق بديلة، خاصة في فيتنام وتايوان. سجلت الأسعار اليومية بين الصين وأوروبا حوالي 3.86 دولارًا للكيلوغرام، مقارنة بخمسة دولارات قبل عام، بينما بلغت أسعار الشحن من جنوب شرق آسيا لأوروبا أعلى مستوياتها عند 4.15 دولارًا.
- شهد الساحل الغربي ارتفاعًا في أسعار الشحن رغم انخفاض الطلب؛ بسبب عمليات إلغاء الرحلات المتزايدة.
- دعم طلب المستوردين الأوروبيين ارتفاع أحجام الشحنات واستئناف بعض الخدمات.
- تجريب عودة عبور السفن عبر البحر الأحمر قد يسبب تأخيرات وزيادة في الأسعار مؤقتًا.
- انخفاض تدريجي في أسعار الشحن الجوي يعكس انتهاء موسم الذروة وتأثير التعريفات الجمركية.
- نمو أحجام الشحن من جنوب شرق آسيا تحديدًا في قطاعات الإلكترونيات نتيجة للتحولات التجارية.
